للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

به قد شهد بدرا ولم يشهد الشجرة، أو شهد الشجرة ولم يشهد بدرا، كبر عليه سبعا، وَإذا أتي بالمرء لم يشهد بدرا، ولا الشجرة، كبر عليه أَرْبعًا.

حَدَّثَنَا أحمد بن حفص السعدي، حَدَّثَنا إسحاق بن وهب الواسطي، ويوسف بن زكريا، قالا: حَدَّثَنا منصور بن مهاجر، حَدَّثَنا مُحَمد بن المحرم، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة؛ أن شابا كان صاحب سماع، فكان إذا أهل الهلال، هلال ذي الحجة أصبح صائما، فأرسل اليه رسول الله ، فقال له: ما يحملك على الصيام هذه الأيام؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللهِ، إنها أيام المشاعر، وأيام الحج، عسى الله أن يشركني في دعائهم، فقال: لك بكل يوم تصومه عدل مِئَة رقبة تعتقها، ومائة بدنة تهديها الى بيت الله، ومائة فرس تحمل عليها في سبيل الله، فإذا كان يوم التروية، فلك عدل الفي رقبة، وألفي بدنة، وألفي فرس تحمل عليها في سبيل الله، وصيام سنتين، سنة قبلها وسنة بعدها، وكذلك يوم عاشوراء.

قال مُحَمد المحرم: أشهد به على عطاء في قبره، أنه حَدَّثني بهذا الحديث.

حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد بن نصر القاضي بالموصل، حَدَّثني يَحْيى بن سلم بن عَبد رَبِّهِ اليمامي، حَدَّثَنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنا مُحَمد بن المحرم، قَالَ: سَمِعْتُ الحسن، يقول: قَال رَسُول اللهِ : ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وَإذا وعد أخلف، وَإذا اؤتمن خان.

قال: فقلتُ: يا أبا سَعِيد، لئن كان لرجل علي دين، فلقيني فتقاضاني فخفت أن يحبسني ويهلك عيالي، فوعدته أن أقضيه رأس الهلال، فلم أفعل، أمنافق أنا؟ فقد حدثته وقد كذبته ووعدته فاخلفته، فقال: هكذا جاء الحديث، ثم قَال: إِن عَبد الله بن عَمْرو حدث أن أباه لما حضره الموت، قال: إني كنت وعدت فلانا أن أزوجه، فزوجوه لا القى الله بثلث النفاق، قلتُ: يا أبا سَعِيد، ويكون ثلث الرجل منافقا، وثلثاه مؤمنا؟ قال: هكذا الحديث، قال: فحججت، فلقيت عطاء بن أبي رباح فذكرت له هذا، وما قال الحسن وما قلت، فقال عطاء: أعجزت أن تقول له أخبرني عن إخوة يوسف، الم يعدوا أباهم فأخلفوه، وائتمنهم فخانوه، وحدثوه فكذبوه، فمنافقين كانوا، الم يكونوا أنبياء، أبوهم وجدهم نبي؟ فقال: فقلت لعطاء: يا أبا مُحَمد، حَدَّثني بأصل هذا الحديث وأصل المنافق، فقال: حَدَّثني جابر بن عَبد الله؛ أَن رسُول الله إنما قال: هذا الحديث في المنافقين خاصة، الذين حدثوا النبي فكذبوه، وائتمنهم على سره فخانوه، ووعدوه أن يخرجوا معه في الغزو فأخلفوه، وقال: وأتى جبريل فأخبره أن أبا سفيان توجه، وَهو في مكان كذا وكذا، فقال رسول الله : إن أبا سفيان قد توجه وَهو في في مكان كذا وكذا، فاخرجوا اليه واكتموا، فكتب رجل من المنافقين الى أبي سفيان، أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم، فأنزل الله : ﴿ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم﴾ قال: وأنزل في المنافقين: ﴿ومنهم من عاهد الله﴾ الى قوله: ﴿فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه بما كانوا يكذبون﴾.

فإذا أتيت الحسن فأخبره بالذي قلت لك، وبأصل هذا الحديث، قال: فرجعت، فأخبرت الحسن بما قلت لعطاء وما قَال لي، قال: فأخذ الحسن بيدي فاشتالها، ثم قال: يا أهل العراق، أعجزتم أن

<<  <  ج: ص:  >  >>