للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمير المؤمنين علي فخرجنا الى الجَبَّان.، الحديث.

وقال الحسن بن يحيى النوبختي في كتاب الرد على الغلاة: وممن جرد الجنون في الغلو في عصرنا: إسحاق بن محمد الأحمر زعم أن عَلِيًّا هو الله وأنه ظهر في الحسن ثم في الحسين وأنه هو الذي بعث محمدًا.

وقال في كتاب له: لو كانوا الفًا لكانوا واحدًا الى أن قال: وعمل كتابا في التوحيد جاء فيه بجنون وتخليط.

قلت: بل بزندقة وقرمطة، انتهى.

وسمى الكتاب المذكور كتاب "الصراط" ونقضه عليه الفياض بن علي بن محمد بن الفياض بكتاب سماه القسطاس.

وذكر ابن حزم أن الفياض هذا كان من الغلاة أيضًا وأنه كان يزعم أن محمدًا هو الله قال: وصرح بذلك في كتابه القسطاس المذكور وكان أبوه كاتب إسحاق بن كنداج وقتل القاسم بن عُبَيد الله الوزير الفياض المذكور من أجل أنه سعى به الى المعتضد. واعتذار المصنف عن أئمة الجرح عن ترك ذكره لكونه زنديقا ليس بعذر لأن له روايات كثيرة موقوفة ومرفوعة وفي كتاب الأغاني لأبي الفرج منها جملة كبيرة فكيف لا يذكر ليحذر.

وقوله: إن رواية حديثه إثم مكرر ليس كذلك لما ذكره بعد من أنه لبيان حاله نعم كان ينبغي له أن لا يسند عنه بل يذكره ويذكر في أي كتاب هو فهذا كاف في التحذير.

وإسحاق بن محمد هذا اسم جده أحمد بن أبان وهو الذي يروي محمد بن خلف بن المرزبان عنه، عن حسين بن دحمان الأشقر قال: كنت بالمدينة فخلا لي الطريق نصف النهار فجعلت أتغنى:

ما بال أهلك يا رباب. الأبيات.

وفيه قصة مالك معه وإخباره عن مالك أنه كان يجيد الغناء في حكاية أظنها مختلقة رواها صاحب كتاب الأغاني عن ابن المرزبان، وَلا يغتر بها فإنها من رواية هذا الكذاب.

وقال عُبَيد الله بن أحمد بن أبي طاهر في كتاب أخبار المعتضد: حدثني أبو الحسن أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى، حدثني أبو بكر محمد بن خلف المعروف بوكيع قال: كنت أنا، ومُحمد بن داود بن الجراح نصير الى إسحاق بن محمد النخعي بباب الكوفة نكتب عنه، وكان شديد التشيع فكنا في يوم من الأيام عنده إذ دخل عليه رجل لا نعرفه فنهض اليه النخعي وسلم عليه وأقعده مكانه واحتفل به غاية الاحتفال واشتغل عنا فلم يزل معه كذلك مدة ثم تسارا إسرارًا طويلا.

ثم خرج الرجل من عنده فأقبل علينا النخعي لما خرج فقال: أتعرفان هذا؟ قلنا: لا قال: هذا رجل من أهل الكوفة يعرف بابن أبي الفوارس وله مذهب في التشيع وهو رئيس فيه وله تبع كثير وأنه أخبرني الساعة أنه يخرج بنواحي الكوفة وأنه سيؤسر ويحمل فيدخل بغداد على جمل وأنه يقتل في الحبس. قال وكيع: وكان هذا الخبر في سنة سبعين ومئتين فلما كان الوقت الذي أسر فيه ابن أبي الفوارس وجيء به يدخل الى بغداد وصفته لبعض أصحابنا فذهب حين أدخل فعرفه بالصفة نفسها وذلك سنة سبع وثمانين.

وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال: كان يروي، عَن أبي هاشم الجعفري وإسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس وجعفر بن محمد القلانسي، وَالحسن بن طريف، وَالحسن بن بلال، ومُحمد بن الربيع بن سويد وسرد جماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>