محمد بن عكاشة الكرماني؟ فحرك رأسه وقال: رأيته وكتبت عنه وكان كذابا، قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال: نعم، كتبت عنه، يزعم أنه عرض على شبابة: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، فقال به وأنه عرض على أبي نعيم: علي ثم عثمان فقال به.
وهو كذاب، وَلا يحسن أن يكذب أيضًا يعني أن شبابة لا يقول ذلك وكذا أبو نعيم.
قلت: أين رأيته؟ قال: قدم هنا مع محمد بن رافع وكان رفيقه وكنت أرى له سمتا فسألت محمد بن رافع عنه فكره أن يقول فيه شيئا، فقال: لا يخفى عليك أمره إذا فاتحته.
فأتيته فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئا فارتعد، ثم كاد يصعق واضطرب بطنه فهالني ذلك ثم أقبل علي فقال: أول ما أملى علي أن كذب على الله وعلى رسوله ﷺ وعلى علي وعلى ابن عباس قال: حدثنا عَبد الرَّزَّاق، عَن مَعْمَر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن ابن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب ﵁ أخبره أن النبي ﷺ أخبره أن جبريل أخبره أن الله ﵎ قال: من لم يؤمن بالقدر فليس مني. أو نحو هذا.
وذكره الحاكم في أقسام الضعفاء فقال: ومنهم جماعة وضعوا الحديث حسبة - كما زعموا - يدعون الناس الى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة، ومُحمد بن عكاشة الكرماني.
ونقل الحاكم عن سهل بن السري الحافظ أنه كان يقول: وضع أحمد الجويباري، ومُحمد بن تميم الفرياني، ومُحمد بن عكاشة على رسول الله ﷺ أكثر من عشرة الآف حديث.
وقال أبو ذر الهروي: أخبرنا أبو بكر بن مقاتل أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس سمعت أبا الهيثم يرمي محمد بن عكاشة بالكذب وكان بكاء موصوفا بالبكاء، قدم على العباس بن أسد.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول: كان إذا قرأ بكى فكنت أسمع خفقان قلبه وكان من أحسن الناس نغمة.
قال أبو إسحاق: وكان يحدث بأحاديث بواطيل قال: وبلغني أنه شهد الجمعة بكرمان فقرأ الإمام آية فصعق فمات.
وقال ابن عساكر: بلغني أنه كان حيا سنة خمس وعشرين ومئتين.
قلت: وأما الخبر الذي تقدم في أول ترجمته أنه رواه عن المُسيب بن واضح فقد ذكره الحاكم فقال: بلغني أنه كان ممن يضع الحديث حسبة فقيل له: إن قوما يرفعون أيديهم في الركوع وعند الرفع منه فقال: حدثنا المُسيب بن واضح حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سالم بن عبد الله بن عمر، عَن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له.
فهذا مع كونه كذبا من أفحش الكذب فإن الرواية، عَن الزُّهْرِيّ بهذا السند تبلغ القطع بإثبات الرفع عند الركوع وعند الاعتدال وهي في الموطأ وسائر كتب أهل الحديث والأمر فيها أشهر من أن يستدل له.
ويقال: إنه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عكاشة بن محصن الأسدي نسبة الى جده الأعلى لكن الذي يظهر لي أن محمد بن إسحاق العكاشي الذي أخرج له ابن ماجة غير هذا لكونه متقدم الطبقة عن هذا.