للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلى بها الصلوات ويؤمن بالله وباليوم الآخر - خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة. [ميزان الاعتدال (٤/ ٢١٥)].

• محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي.

صاحب "فصوص الحكم".

مات سنة ثمان وثلاثين.

ورأيته قد حدث، عَن أبي الحسن بن هذيل بالإجازة وفي النفس من ذلك سمع منه "التيسير" لأبي عمرو الداني شيخنا محمد بن أبي الذكر الصقلي المطرز بسماعه من أبي بكر بن أبي جمرة وبإجازته من ابن هذيل، وروى الحديث عن جماعة.

ونقل رفيقنا أبو الفتح اليعمري - وكان متثبتا - قال: سمعت الإمام تقي الدين بن دقيق العيد سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام وجرى ذكر أبي عبد الله بن العربي الطائي فقال: هو شيخ سوء كذاب، فقلت له: وكذاب أيضًا؟ قال: نعمتذاكرنا بدمشق التزويج بالجن فقال: هذا محال لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ولن يعلو الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة فقال: تزوجت جنية ورزقت منها ثلاثة أولاد فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم أرها بعد هذا، أو معناه. نقله لي بحروفه ابن رافع من خط أبي الفتح.

وما عندي أن المحيي يتعمد كذبا، لكن أثرت فيه تلك الخلوات والجوع فساد خيال وطرف جنون.

وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقا وزندقة وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين وعدها طائفة من متشابه القول وأن ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان وأنه صحيح في نفسه كبير القدر.

وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال فمن قال: إنه مات عليه؟ فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب الى الله فإنه كان عالما بالآثار والسنن قوي المشاركة في العلوم.

وقولي أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق الى جنابه عند الموت وختم له بالحسنى فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم وجمع بين أطراف عباراتهم: تبين له الحق في خلاف قولهم.

وكذلك من أمعن النظر في "فصوص الحكم" أو أنعم التأمل لاح له العجب فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر. نسأل الله العافية وأن يكتب الإيمان في قلوبنا وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مِئَة كتاب، أو عمل مِئَة خلوة. انتهى.

وأول كلامه لا يتحصل منه شيء ينفرد به وينظر في قوله: أمعن النظر وأنعم التأمل ما الفرق بينهما؟.

وقد اغتر بالمحيي بن عربي أهل عصره فذكره ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد، وَابن نقطة في تكملة

<<  <  ج: ص:  >  >>