الإكمال، وَابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعريجا على الطعن في نحلته كأنهم ما عرفوها، أو ما اشتهر كتابه الفصوص، نعم قال ابن نفطة: لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها:
لقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان وديرًا لرهبان
وبيتا لأصنام وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
.
وهذا على قاعدته في الوحدة.
وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر غازي بن العادل: أنه قرأ القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن خلف بن صاف اللخمي وأخذ عنه الكفاية لمحمد بن شريح وحدثه به عن شريح بن محمد، عَن أبيه وقرأ أيضًا على عبد الرحمن بن غالب الشراط القرطبي وسمع على عبد الله التاذفي قاضي فاس "التبصرة في القراءات" لمكي وحدثه به، عَن أبي بحر بن العاص وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي جمرة، عَن أبيه، عَن المؤلف. وأنه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي وأنه سمع أيضًا على ابن الحرستاني ويونس بن يحيى الهاشمي ونصر بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي، وَابن عساكر، وَابن الجوزي.
وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مِئَة مجلدة وما بينهما، وذكر منها: التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرد منها شيئا كثيرا جدا.
وقال ابن الأبار: هو من إشبيلية وأصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلدته ومال الى الآداب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف.
وقال المنذري: ذكر أنه سمع بقرطبة من ابن بشكوال وأنه سمع بمكة وبغداد والموصل، وَغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع.
وقال ابن النجار: كانت رحلته الى المشرق سنة ثمان وتسعين.
وقال أبو جعفر بن الزبير: جال في المشرق وألف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله شعر وتصرف في الفنون من العلم وتقدم في الكلام والتصوف.
وقال ابن الدبيثي: قدم بغداد سنة ثمان وست مِئَة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشأن بالبلاد وله أتباع ووقفت له على مجموع من تآليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي ﷺ ومنامات حدث بها عن رؤيته هو النبي ﷺ وكتب عني شيئا من ذلك وسمعت منه منامين.
وقال ابن النجار: صحب الصوفية وأرباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله أشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو.
وقرأت بخط اليغموري: أنشدني سعد الدين