محمد ابن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي فذكر شعرا.
وقال ابن مسدي: كان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الجملة والتفصيل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق.
سمع ببلده من أبي بكر بن الجد، ومُحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي.
وبسبتة من أبي محمد بن عُبَيد الله.
وبإشبيلية من عبد المنعم الخزرجي، وَأبي جعفر بن مضاء.
وبمرسية من أبي بكر بن أبي جمرة.
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية - وفي ذلك نظر - وأن السلفي أجاز له وأحسبها الإجازة العامة وله تواليف.
وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلم من الكلام وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات.
ويقال: إنه لما كان ببلاد الروم ركبه الملك ذات يوم فقال: هذا بدعوة الأسود خدمته بمكة فقال لي: الله يذل لك أعز خلقه.
وقد أطراه الكمال ابن الزملكاني فقال: هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية.
وإنما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم أعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين.
وقال صفي الدين ابن أَبِي المنصور: كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم الكسبية ما وفر له من العلوم الوهبية وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا يكترث بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكي عنه من يتعصب له أحوالا سنية ومعارف كثيرة، والله أعلم.
وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في "المشتبه" له: كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عَدِي بن حاتم وأما عَدِي فلم يعقب.
وقال القطب اليونيني في "ذيل المرآة" في ترجمة سعد الدين بن محيي الدين بن عربي: كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه، وَلا يخرج عنه أبدا، وَلا يفضل عليه غيره، وَلا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها ويزعم أصحابه أن لها معنى باطنها غير الظاهر.
وبالجملة فكان كبير المقدار من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى.
وتقدم له ذكر في ترجمة ابن دحية عمر بن الحسن في حرف العين. [لسان الميزان (٧/ ٣٩١)].
• محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي.
صاحب «الفصوص». مات سنة ثمان وثلاثين. روى الحديث عن جماعة، وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة، وهو صحيح في نفسه كبير القدر، عالماً بالآثار والسنن.