وهو الظاهر - قلت: لا، بل المتيقن - فأطم وأغم إذ غير متصور لمثله - مع نزارة روايته وقلة طلبه - أن يقع له كل حديث فيه من رواته من أورده الهاشمي على أن - يعني الأربعين - رواها عن ابن ودعان محمد الهادي بمصر وأبو عبد الله البلخي بالعراق ومروان بن علي الطنزي بديار بكر وإسماعيل بن محمد النيسابوري بالحجاز وآخرون. انتهى.
وسئل المزي عن الأربعين الودعانية فأجاب بما ملخصه: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء وإنما يصح منها الفاظ يسيرة بأسانيد معروفة يحتاج في تتبعها الى فراغ وهي مع ذلك مسروقة سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة ويقال: زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي وهو الذي وضع رسائل "إخوان الصفا" فيما يقال وكان جاهلا بالحديث وسرقها منه ابن ودعان فركب لها أسانيد فتارة يروي عن رجل عن شيخ ابن رفاعة وتارة يدخل اثنين وعامتهم مجهولون ومنهم من يشك في وجوده. والحاصل: أنها فضيحة مفتعلة وكذبة مؤتفكة وإن كان الكلام الذي فيها حسنا ومواعظ بليغة فليس لأحد أن ينسب كل مستحسن الى الرسول ﵊ لأن كل ما قاله الرسول حسن وليس كل حسن قاله الرسول والله الموفق. [لسان الميزان (٧/ ٣٨١)].
• محمد بن علي بن وَدْعَان القاضي أبو نصر الموصلي.
صاحب تلك «الأربعين الوَدْعانية» الموضوعة، ذمَّه أبو طاهر السلفي وأدركه، وسمع منه، وقال: هالكٌ، متَّهم بالكذب.
مات سنة ٤٩٤ هـ في المحرَّم بالموصل، عقب رجوعه من بغداد عن اثنتين وتسعين سنة.
روى عن عمه أبي الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن صالح له تخليط دل على كذبه وتركيبه للأسانيد. [تحرير لسان الميزان (ترجمة رقم ١٢٠١)].
• محمد بن علي القاضي بن ودعان أبو نصر الموصلي.
صاحب تلك الأربعين الودعانية الموضوعة.
ذمه أبو طاهر السلفي وأدركه وسمع منه، وقال: هالك متهم بالكذب.
قال الذهبي: قال السلفي: تبين لي حين تصفحت الأربعين له تخليط عظيم، يدل على كذبه وتركيبه الأسانيد.
وقال ابن اناصر: رأيته ولم أسمع منه؛ لأنه كان متهماً بالكذب، وكتابه (الأربعين) سرقه من عمه أبي الفتح؛ يعني أحمد بن عبيد الله بن صالح بن سليمان بن ودعان، وقيل: سرقه من زيد بن رفاعة، وحذف منه الخطبة، وركب على كل حديث منه رجلاً أو رجلين الى شيخ ابن رفاعة، وابن رفاعة وضعها أيضاً ولفق كلمات من رقائق الحكماء ومن قول لقمان، وطول الأحاديث.
ثم ساق الذهبي بسنده الى ابن ودعان، ثم الى أبي بكر بن الأنباري، ثنا أبي، ثنا أبو سلمة المنقري، فساق سنداً الى أنس رضى الله تعالى عنه قال: خطبنا رسول الله ﷺ على ناقته الجدعاء .. فذكر الحديث ثم قال: هذا وضع على المنقري، وما لحقه الأنباري. انتهى.
وقد سئل عنها شيخ شيوخنا حافظ وقته جمال الدين المزي، قال: روينا عنه من غير طريق، ومن جملة جوابه أنه سرقها ابن ودعان من الذي وضعها أولاً،