للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلي بن إسحاق الحنظلي، وَغيرهم.

وذكر في الرواة عنه: إبراهيم بن سفيان راوية مسلم وعبد الله بن محمد القيراطي، ومُحمد بن إسماعيل بن إسحاق.

وقال الحاكم: قيل: إن أصله من زرنج: ونشأ بسجستان ثم دخل بلاد خراسان وجاور بمكة خمس سنين ولما شاعت بدعته حبسه طاهر بن عبد الله بن طاهر فلما أطلقوه توجه الى الشام.

ثم رجع الى نيسابور فحبسه محمد بن عبد الله بن طاهر وطال حبسه فكان يتأهب يوم الجمعة ويقول للسجان: أتأذن؟ فيقول: لا، فيقول: اللهم إنك تعلم أن المنع من غيري، ثم لما أطلق تحول فسكن بيت المقدس.

وقال ابن عساكر: كان للكرامية رباط ببيت المقدس وكان هناك رجل يقال له: هجام يحسن الظن بهم فنهاه الفقيه نصر فقال: إنما لي الظاهر فرأى هجام بعد ذلك أن في رباطهم حائطا فيه نبات النرجس فاستحسنه فمد يده فأخذ منه شيئا فوجد أصوله في العذرة فقال له الفقيه نصر: الذي قلت لك بعينه رؤياك ظاهرهم حسن وباطنهم خبيث.

وقال الإمام محمد بن أسلم الطوسي: لم تعرج كلمة الى السماء أعظم، وَلا أخبث من ثلاث أولهن: فرعون حيث قال: أنا ربكم الأعلى، والثانية: قول بشر المريسي: القرآن مخلوق، والثالثة: قول ابن كرام: المعرفة ليست من الإيمان.

وقال أبو بكر محمد بن عبد الله: سمعت جدي العباس بن حمزة، وَابن خزيمة والحسين بن الفضل البجلي يقولون: الكرامية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم.

وقال الجُوزقَاني في اعتقاده نحو ما نقله المؤلف عن ابن حزم قال: ولما نفي من سجستان وأتى نيسابور أجمع رأي ابن خزيمة، وَغيره من الأئمة على نقله منها فسكن بيت المقدس.

قال: وذكر في مجلس علي بن عيسى يوما فقال: اسكتوا لا تنجسوا مسجدي.

وقال ابن عساكر: لما دخل القدس سمع الناس منه حديثا كثيرا فجاءه إنسان فسأله عن الإيمان فلم يجبه ثلاثا ثم قال: الإيمان قول، فلما سمعوا ذلك خرقوا الكتب التي كتبوا عنه ونفاه والي الرملة الى زغر فمات بها. [لسان الميزان (٧/ ٤٦١)].

• محمد بن كَرَّام السجستاني العابد المتكلِّم.

شيخُ الكرَّامية، ساقط الحديث على بدعته.

قال ابن كَرَّام: الإيمان قولٌ باللسان، وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن، ومن يدع الكرامية قولهم: إنه جسم لا كالأجسام، وقد سُقت أخبار ابن كرام في «تاريخي الكبير».

قلت: وهذا منافق محض، في الدرك الأسفل من النار قطعاً، فأيش ينفع ابن كرام أن يسميه مؤمناً وله أتباع ومريدون، وقد سجن بنيسابور لأجل بدعته ثمانية أعوام، ثم أخرج وسار الى بيت المقدس، ومات بالشام سنة ٢٥٥ هـ.

وكَرَّام مثقل قيَّده ابن ماكولا والسمعاني وغير واحد، وهو الجاري على الألسنة، وزعم بعضهم أنه بمعنى كَرَم أو بمعنى كَرَامة، والثاني بمعنى كِرَام بالكسر على لفظ كريم، عَلَم على أبيه، وصمَّم ابن الوكيل على أنه بالكسر في أوله والتخفيف، واتفق الآخرون على المشهور، فأنشد ابن الوكيل يقول: الفقه فقه أبي حنيفة وحدَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>