للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يصب المداد بالليل في أماكن الوضوء حتى تسود وجوههم. انتهى.

وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: لم يكن بثقة، وَلا مأمون رجل سوء نفي من البصرة. وذكر عنه مجونا وغير ذلك، فقلت: إنما نكتب عنه شعرا وحكايات عن الخليل بن أحمد فقال: هذا نعم كأنه لم ير بهذا بأسا ولم يره موضعا للحديث.

وفي علوم الحديث للحاكم قال يحيى بن مَعِين: كان زنديقا.

وقال السَّاجِي: عنده مناكير.

وهو محمد بن مناذر أبو جعفر اليربوعي مولاهم أصله من البصرة.

روى عن السفيانين وعبد الوهاب، وَالحسن بن دينار وشعبة ومالك ويحيى بن عبد الله، وَغيرهم.

روى عنه أبو محمد التوزي وحامد بن يحيى البلخي وسليمان الشاذكوني مع تقدمه وإسحاق بن محمد النخعي، ومُحمد بن عمرو، ومُحمد بن ميمون الخياط والصلت بن مسعود الجحدري وآخرون.

قال ابن عَدِي: يقال: إنه يكنى أبا ذريح. ثم أسند من طريق الصلت بن مسعود قال: كنت مع ابن عيينة على الصفا ومعنا ابن مناذر فقال: يا ابن مناذر: ما أظرف بصريكم قال: كأنك تريد أبا نواس ما استظرفت من شعره؟ قال: قوله:

يا قمرا أبصرت في مأتم

يندب شجوا بين أتراب

يبكي فيذري الدر من نرجس

ويلطم الورد بعناب

.

قال ابن عَدِي: وليس ابن مناذر من أصحاب الحديث وكان الغالب عليه المجون واللهو.

وقال أبو الفرج الأصبهاني عن المبرد: كان شاعرا فصيحا متقدما في العلم باللغة وقد أخذ عنه أكثر الفقهاء وكان في أول أمره يتأله ثم عدل عن ذلك وتهتك وخلع حتى نفي عن البصرة الى الحجاز فمات هناك.

قال المبرد: وكان ابن مناذر يقول: إن الشعر ليزيد علي حتى لو شئت أن لا أتكلم الا بالشعر لفعلت.

وكان سبب تهتكه أنه أحب عبد المجيد بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وأفرط في ذلك فلما مات عبد المجيد رثاه ثم تحول الى مكة، وكان يجالس سفيان بن عيينة فكان ابن عيينة يسأله عن معاني الحديث فيخبره بها ويقول له سفيان: كلام العرب آخذ بعضه برقاب بعض.

قال: وكان إذا قيل له: ابن مَناذر - بفتح الميم - يغضب ويقول: إنما مناذر كورة من كور الأهواز واسم أبي: مُناذر - بالضم على وزن مفاعل.

قال المبرد: لما عدل ابن مناذر عن النسك وتهتك لامَتْه المعتزلة ووعظوه فلم يتعظ وتوعدوه بالمكروه فلم ينزجر ومنعوه من دخول المسجد فنابذهم وهجاهم وكان يأخذ المداد بالليل فيطرحه في مطاهرهم فإذا توضؤوا به تسود وجوههم.

وقال أبو عثمان المازني: إنه لما خرج الى مكة وأقام بها تنسك وكان قوم يقولون عنه: إنه دهري، وكان عبد المجيد المذكور أولا من أحسن الناس وجها وأدبا ولباسا وأكملهم في جميع أموره وكان على غاية الود لابن مناذر وكان أبوه لا ينكر عشرته به لأنه لم يكن بلغه عنه ريبة بل كان جميل الأمر عفيفا.

وقال عمر بن شبة: حدثني أبي قال: خرج ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>