للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من سنن الكجي فقلت له: من كتب الطبقة؟ فقال: الشيخ تقي الدين نفسه، فسألته أن أقف عليه فوعد فوجدته بعد بخزانة كتبه بالظاهرية فطلبته منه فتعلل ثم وقفت في تركته على سنن أبي مسلم الكجي وفيه سماعه لشيء منه على بنت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد.

وقد درس الشيخ علاء الدين مغلطاي بالظاهرية بعد موت ابن سيد الناس وبقبة بيبرس والمنجبية وهي مدرسته خارج باب زويلة ودرس بالصرغَتْمَشِيَّة أول ما فتحت ثم صرفه عنها صرغَتْمَش نفسه ولم يلها بعده محدث بل تداولها من لا خبرة له بفن الحديث.

ومن تخريجاته: ترتيب بيان الوهم والإيهام لابن القطان وزوائد ابن حبان على الصحيحين وترتيب صحيح ابن حبان على أبواب الفقه رأيتهما بخطه ولم يكملا والتعقب على الأطراف للمزي والميس الى كتاب لَيْس في اللغة، وكان كثير الاستحضار لها متسع المعرفة فيها وكذلك في الأنساب وكتبه كثيرة الفائدة في النقل على أوهام له فيها. وأما التصرف فلم يرزق منه ما يعول عليه فيه.

وكانت وفاته في الرابع والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وسبع مِئَة، رحمه الله تعالى. (ز): [لسان الميزان (٨/ ١٢٤)].

• مُغْلَطاي بن قليْج بن عبد الله البكجري الحافظ المكثر.

صاحب التصانيف، ذكر أنه ولد سنة تسع وثمانين وستمائة، وأنه سمع الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد، ومن أبي الحسن بن الصواف، راوي «النسائي»، ومن الدمياطي، وست الوزراء، وتعقب ذلك كله شيخنا الشيخ زين الدين العراقي، كما سأذكره، وسمع الشيخ علاء الدين محققاً من تاج الدين ابن دقيق العيد، وحصل من المسموعات ما يطول عده، وأكثر طلبه بنفسه، وبقراءته، ثم اشتغل بالتصنيف، فشرح «البخاري» في عشرين مجلدة، وكتب السيرة وشرحها، كتاباً سماه «الزهر الباسم» وشرع في شرح «أبي داود»، وفي شرح «سنن ابن ماجه»، وذيَّل على ذيول «الإكمال» بذيل كبير في مجلدين، وأكمل «تهذيب الكمال» للمزي في قدر حجم الأصل، ثم اختصر منه ما يُعْتَرض به عليه في مجلدين، ثم في مجلد لطيف، و «الواضح المبين فيمن استُشْهد من المحبين» فعثر منه الشيخ صلاح الدين العلائي على كلام ذكره في أوائله، فأغرى به القاضي موفَّق الدين الحنبلي، فعزره، ومنع الكُتْبيين من بيع هذا الكتاب، وتألم الشيخ علاء الدين من ذلك، وشمت به جماعة من أقرانه.

وكان قد درس للمحدثين بجامع القلعة، وقرأ عليه في الدرس شمس الدين السروجي الحافظ، ورأيت له رداً عليه في «الجزء» الذي خَرَّجه لنفسه، وفيه أوهام شنيعة مع صغر حجمه.

وعمل في فن الحديث «إصلاح ابن الصلاح»، وانتهت اليه رئاسة الحديث في زمانه، فأخذ عنه عامَّة من لقيناه من المشائخ كالعراقي، والبُلْقيني، والدُّجوي، وإسماعيل الحنفي، وغيرهم.

وفي آخر الأمر ادَّعى أن الفخر ابن البخاري أجاز له وصار يتتبع ما كان خَرَّجه عنه بواسطة فيكشط الواسطة، ويكتب فوق الكشط أنبأنا.

قال شيخنا العراقي: ذكرت دعواه في مولده، وفي إجازة الفخر له للشيخ تقي الدين السُّبْكي، فأنكر ذلك، وادّعى أنه عرض عليه «كفاية المتحفظ» في سنة خمس عشرة بخط من يوثق به، وادّعى هو السماع قبل

<<  <  ج: ص:  >  >>