ثمَّ انْتقل إِلَى بَغْدَاد وسكنها وَمَات بهَا، وَكَانَ من عُلَمَاء النَّاس بالسير، وَأَيَّام النَّاس، وأخبار الْعَرَب، إِلَّا أَنه روى عَن الثِّقَات أَشياء كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة، يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ يدلسها، فالتزق تِلْكَ العضلات بِهِ، وَوَجَب مجانبة حَدِيثه على علمه بالتاريخ ومعرفته بِالرِّجَالِ، وَلَكِن صناعَة الحَدِيث صناعَة من لم يقنع بِيَسير مَا سمع عَن كثير مَا فَاتَهُ لم يفلح فِيهَا وَإِن لم يقل حَدِيثه على الأنام، لبالحري أَن لَا يستحليه الْأَنَام، وكل من حدث عَن كل من سمع فِي الْأَيَّام، وَبِكُل مَا عِنْده عرض نَفسه للقدح والملام، وَلست أعلم للمحدث إِذا لم يحسن صناعَة الحَدِيث خصْلَة خيرا لَهُ من أَن ينظر إِلَى كل حَدِيث يُقَال لَهُ إِن هَذَا غَرِيب، لَيْسَ عِنْد غَيْرك أَن يضرب عَلَيْهِ من كِتَابه، وَلَا يحدث بِهِ لِئَلَّا يكون مِمَّن يتفرد بما لَو أَرَادَ الْحَاسِد أَن يقْدَح فِيهِ تهَيَّأ لَهُ، وأما من الحديث صناعته فلا يحل له وَلَا يَسعهُ أَن يروي إِلَّا عَن شيخ ثِقَة بِحَدِيث صَحِيح، يكون إِلَى رَسُول الله ﷺ بِنَقْل الْعدْل عن الْعدْل مَوْصُولا [المجروحين لابن حبان (٣/ ٩٢)].
• الْهَيْثَم بن عدي الطَّائِي.
يَقُول إِبْرَاهِيم بن أَحْمد: الهَيْثَم بن عدي الطَّائِي، يقَالَ: كَانَ يكذب قَالَ: أَحْمد بن حَنْبَل، رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ: كَانَ هشيم يُدَلس عَنهُ، كَانَ صَاحب أَخْبَار. [تعليقات الدارقطني على كتاب المجروحين (ص/٢٧٨))].
• الهيثم بن عدي الطائي.
أصله كوفي منبجي، يُكَنَّى: أبا عبد الله.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال: الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة كان يكذب.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال: كنية الهيثم بن عدي الطائي: أبو عَبد الرحمن، قال يعقوب بن مُحَمد، حَدَّثَنا أبو عَبد الرحمن من أهل منبج، وأمه من سبى منبج، سكتوا عنه. سمعتُ ابن حماد، يقول: قال السعدي: الهيثم بن عدي ساقط قد كشف قناعه.
وقال النسائي: الهيثم بن عدي متروك الحديث.
وحدثنا أحمد بن الحارث بن مُحَمد بن عَبد الكريم العبدي بمرو، حَدَّثَنا جَدِّي مُحَمد بن عَبد الكريم العبدي، أَخْبَرنا الهيثم بن عدي، حَدَّثَنا شُعْبَة، والركين بن الربيع، قالا: حَدَّثَنا عدي بن ثابت الأنصاري، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان؛ قلتُ: يا رسول اللهِ، ما يكفينى من الدنيا؟ قَال: مَا سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن كان لك بيت يظلك فذاك، وإن كانت لك دابة تركبها فبخ.
قال: وهذا من حديث شُعْبَة لا يعرف إلا من رواية الهيثم بن عدي.
حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد بن عُمَر بن بسطام بمرو، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن عَبد الكريم، حَدَّثَنا الهيثم بن عدي، حَدَّثَنا عَبد الله بن عياش، حَدَّثني جعفر بن إياس، حَدَّثني سَعِيد بن جُبَير، عنِ ابن عباس، قَال: قَال رسول الله ﷺ: أنزل الله هذه الآية مجملة للكافر والمسلم: ﴿هل جزاء الإحسان إلاَّ الإحسان﴾.
قال: والهيثم بن عدي ما أقل ما له من المسندات، وإِنَّما هو صاحب أخبار وأسمار ونسب وأشعار. [الكامل في الضعفاء لابن عدي (٨/ ٤٠٠)].
• الْهَيْثَم بن عدي أبو عبد الرَّحْمَن الطَّائِي.
أَصله كُوفِي، منبجي. قَالَ ابْن معِين: لَيْسَ بِثِقَة، كَانَ يكذب.
وَقَالَ البُخَارِيّ: سكتوا عَنهُ.