للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرواية شيء، وإِنَّما له حكايات ونتف وأخبار في زهده، وقد شك قوم فيه، الا أنه من شهرته في نفسه وشهرة أخباره لا يجوز أن يُشَكَّ فيه.

وليس له من الأحاديث الا القليل فلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف بل هو صدوق ثقة في مقدار ما يُرْوَى عنه.

قال الشيخ: مالك ينكره يقول: لم يكن. [الكامل في الضعفاء لابن عدي (٢/ ١٠٩)].

• أويس القَرنِي.

هُوَ أويس بن عَامر، وَيُقَال: ابْن عَمْرو، أَصله من اليمن، مرادي، يعد فِي الكوفييين.

قَالَ البُخَارِيّ: فِي إِسْنَاده نظر فِيمَا يرويهِ.

وَقَالَ شُعْبَة: قلت لعَمْرو بن مرّة: هَل تعرفونه فِيكُم؟ قَالَ: لَا.

وَقَالَ زيد بن عَليّ: قتل أويس القَرنِي يَوْم صفّين.

وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه: مَا شبهت مُحَمَّد بن سَلمَة الجَزرِي إلا بأويس القَرنِي تواضعاً.

وَقَالَ قَتَادَة: عَن زُرَارَة بن أوفى عَن أَسِير بن جَابر، قَالَ: كَانَ عمر بن الْخطاب إِذا أَتَت عَلَيْهِ أَمْدَاد أهل اليمن سَأَلَهُمْ: أفيكم أويس بن عَامر؟ حَتَّى أَتَى على أويس، فَقَالَ: أَنْت أويس بن عَامر من مُرَاد من قرن؟ قَالَ: نعم. قَالَ: كَانَ بك برص فبرأت مِنْهُ الا مَوضِع دِرْهَم، لَهُ وَالِدَة وَهُوَ بهَا بار، لَو أقسم على الله لَأَبَره، إِن اسْتَطَعْت أَن تستغفر لي فافعل، فَاسْتَغْفر لَهُ، فَقَالَ لَهُ عمر: أَيْن تُرِيدُ؟ قَالَ: الكُوفَة. قَالَ: الا أكتب لَك الى عاملها أستوصي فِيك؟ قَالَ: لَا، لِأَن أكون فِي غبر النَّاس أحب إليّ. فَلَمَّا كَانَ من العَام المقبل حج رجل من أَشرافهم فَوَافَقَ عمر، فَسَأَلَهُ عَن أويس: كَيفَ تركته؟ قَالَ: تركته رث البَيْت، قَلِيل المَتَاع. قَالَ: سَمِعت رَسُول الله يَقُول: «يَأْتِي عَلَيْك أويس بن عَامر مَعَ أَمْدَاد أهل اليمن، من مُرَاد، من قرن، كَانَ بِهِ برص فبرأ مِنْهُ الا مَوضِع دِرْهَم، لَهُ وَالِدَة وَهُوَ بهَا بر، لَو أقسم على الله لَأَبَره، فَإِن اسْتَطَعْت أَن يسْتَغْفر لَك فافعل» فَلَمَّا قدم الرجل الكُوفَة أَتَاهُ أويس، فَقَالَ: اسْتغْفر لي. فَقَالَ: أَنْت أحدث بسفر صَالح، فَاسْتَغْفر لي. قَالَ: لقِيت عمر؟ قَالَ: نعم. فاستشعر، فَفطن النَّاس، فَانْطَلق على وَجهه، قَالَ أَسِير: فكسوته بردا. فَكَانَ إِذا رَآهُ إِنْسَان [عَلَيْهِ] قَالَ: من أَيْن لأويس هَذَا البرد؟ وَقَالَ ابْن عدي: وَلَيْسَ لأويس من الرِّوَايَة شَيْء، وَإِنَّمَا لَهُ حكايات ونتف وأخبار فِي زهده. وَقد شكّ فِيهِ قوم إلا أَنه من شهرته فِي نَفسه وشهرة أخباره لَا يجوز أَن يشك فِيهِ، وَلَيْسَ لَهُ من الأَحَادِيث مَا يتهيأ أَن يحكم عَلَيْهِ بالضعف بل هُوَ صَدُوق ثِقَة فِي مِقْدَاره مَا يرْوى عَنهُ.

قَالَ: وَمَالك يُنكره، يَقُول: لم يكن. [مختصر الكامل (ص ١٧٣)].

• أويس بن عامر.

ويقال ابن عمرو القرنى التميمي العابد.

نزل الكوفة.

قال البخاري: يمانى مرادى، في إسناده نظر فيما يرويه.

وقال البخاري أيضا في الضعفاء: في إسناده نظر، يروى عن أويس في إسناد ذلك.

قلت: هذه عبارته، يريد أن الحديث الذى روى عن أويس في الاسناد الى أويس نظر، ولولا أن البخاري ذكر أويسا في الضعفاء لما ذكرته أصلا، فإنه من أولياء الله الصادقين، وما روى الرجل شيئا فيضعف أو يوثق من أجله.

<<  <  ج: ص:  >  >>