الليث من ابن أبى ذئب شيئا.
وقال أبو حاتم: هو صدوق أمين، ما علمته.
وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث.
وقال أبو حاتم: أخرج أحاديث في آخر عمره أنكروها عليه [نرى] أنها مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، لم يكن وزن أبى صالح الكذب، كان رجلا صالحا.
([وقال أحمد بن محمد الحجاج بن رشدين: سمعت أحمد بن صالح يقول: متهم ليس بشئ - يعنى الحمراوي عبد الله بن صالح.
وسمعت أحمد بن صالح يقول في عبد الله ابن صالح: فأجروا عليه كلمة أخرى]).
وقال ابن عبد الحكم: سمعت أبى عبد الله يقول ما لا أحصى.
وقد قيل له: إن يحيى بن بكير يقول في أبى صالح شيئا، فقال: قل له: هل حدثك الليث قط الا وأبو صالح عنده، وقد كان يخرج معه الى الاسفار، وهو كاتبه فتنكر أن يكون عنده ما ليس عند غيره! وقال سعيد بن منصور: كلمني يحيى بن معين قال.
أحب أن تمسك عن عبد الله ابن صالح، فقلت: لا أمسك عنه، وأنا أعلم الناس به، إنما كان كاتبا للضياع.
وقال أحمد: كتب الى وأنا بحمص يسألنى الزيارة.
قال الفضيل بن محمد الشعرانى: ما رأيت أبا صالح الا وهو يحدث أو يسبح.
قال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه، وهو عندي يكذب في الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة، ويحيى بن بكير أحب الينا منه.
وقال ابن المدينى: لا أروى عنه شيئا.
وقال ابن حبان.
كان في نفسه صدوقا، إنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له، فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار كان بينه وبينه عداوة، كان يضع الحديث على شيخ أبى صالح ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به.
وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، الا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد.
قلت: وقد روى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح، ولكنه يدلسه، فيقول: حدثنا عبد الله ولا ينسبه وهو هو.
نعم علق البخاري حديثا فقال فيه: قال الليث بن سعد، حدثنى جعفر بن ربيعة، ثم قال في آخر الحديث: حدثنى عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، فذكره.
ولكن هذا عند ابن حمويه السرخسى دون صاحبيه.
وفي الجملة ما هو بدون نعيم بن حماد، ولا إسماعيل بن أبى أويس، ولا سويد بن سعيد، وحديثهم في الصحيحين، ولكل منهم مناكير تغتفر في كثرة ما روى، وبعضها منكر واه، وبعضها غريب محتمل.
وقد قامت القيامة على عبد الله بن صالح بهذا الخبر الذى قال: حدثنا نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر - مرفوعا: إن الله اختار أصحاب على العالمين سوى النبيين