للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفسه فقد عدَّله أئمة من نبلاء التابعين ومن بعدهم، وحدثوا عنه، واحتجوا بمفاريده في الصفات والسنن والأحكام، روى عنه زهاء ثلاثمائة رجل من أئمة البلدان، فهم زيادة على سبعين رجلاً من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد لكبير أحد من التابعين الا له، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسكوا عن الرواية عنه، ولم يستغنوا عن حديثه، مثل: يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك وأمثالهما، وكان يتلقى حديثه بالقبول ويحتج به قرناً بعد قرن، وإماماً بعد إمام، الى وقت الأئمة الأربعة الذي أخرجوا الصحيح، فأجمعوا على إخراج حديثه، على أن مسلماً كان أسوأهم رأياً فيه، فأخرج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح، وعدله بعدما جرحه».

وقال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: «قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث، من أهل عصرنا منهم: أحمد وإسحاق وأبو ثور وابن معين، ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه فقال لي: عكرمة عندنا إمام الدنيا. وتعجب من سؤالي إياه. قال: وحدثني غير واحد أنهم شهدوا ابن معين، وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بحديث عكرمة، فأظهر التعجب».

وقال البزار: «روى عنه مائة وثلاثون من وجوه البلدان، كلهم روى عنه ورضي به».

وقال عثمان بن مرة: «قلت للقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: إن عكرمة ثنا، وذكر حديثاً. قال: يا بن أخي، إن عكرمة كذاب يحدث حديثاً غدوة، يخالفه عشية».

وقال فطر بن خليفة: «قلت لعطاء: إن عكرمة يقول: قال ابن عباس: سبق الكتاب الخفين. فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: لا بأس بمسح الخفين وإن دخلت الغائط».

وقال الجاحظ في كتاب «الحيوان»: «والناس لا يضعون لفظة «كذب» في موضع خطأ الرأي ممن يظن به الاجتهاد، وكان ممن له أن يقول»

وقال الشافعي في بعض كتبه: «نحن نتقي حديث عكرمة».

وقيل لداود بن أبي هند: «تروي عن عكرمة؟ فقال: هذا عمل أيوب، قال: عكرمة. فقلنا: عكرمة».

وقال أحمد بن حنبل: «ميمون بن مهران أوثق من عكرمة»؛ «عكرمة مضطرب الحديث، يختلف عنه، وما أدري».

وقال أبو أحمد الحاكم: «احتج بحديثه عامة الأئمة القدماء، لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حَيِّز الصحاح احتجاجاً بقصة نافع».

وقال الحافظ أبو عمرو أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي المنتجيلي في «تاريخه»: «تابعي ثقة».

وذكره عن أحمد بن حنبل: «كل شيء قال فيه ابن سيرين: نبئت عن ابن عباس، إنما رواه عن عكرمة».

وقال يزيد بن هارون: «أتاه أيوب، وما أحسن أيوب» يعني في إتيانه.

وفي رواية عن مصعب: «أن عكرمة ادعى على ابن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج».

وقال علي بن المديني: «كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري، ولما مات اكتروا له أربعة يحملونه».

وخالف ذلك المفضل بن بن فضالة، فقال: «مات عكرمة وكُثَيِّر في يوم واحد، فما علمت تخلف رجل ولا امرأة بالمدينة عن جنازتهما، وقيل: ما اليوم أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>