عن جده فهو كتاب، فمن ههنا جاء ضعفه، وإذا حدث عن سعيد أو سليمان بن يسار، أو عروة - فهو ثقة، أو نحو هذا.
وقال أبو زرعة: عامة المناكير التي تروى عنه إنما هي عن المثنى بن الصباح،
وابن لهيعة، وهو في نفسه ثقة.
وقال معمر: كان أيوب إذا قعد الى عمرو بن شعيب غطى رأسه - يعنى حياء من الناس.
وقال على: قال يحيى القطان: حديث عمرو بن شعيب عندنا واه.
وقال ابن أبي شيبة: سألت ابن المدينى عن عمرو بن شعيب، فقال: ما روى عنه أيوب وابن جريج، فذلك كله صحيح، وما روى عمرو عن أبيه عن جده فإنما هو كتاب وجده، فهو ضعيف.
نعيم بن حماد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، سمعت أيوب يقول لليث بن أبي سليم: شد يدك بما سمعت من طاوس، ومجاهد، وإياك وجواليقك وهب بن منبه، وعمرو بن شعيب، فإنهما صاحبا كتب.
وقال معمر بن سليمان: قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة، وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما بشئ الا أنهما كانا لا يسمعان بشئ الا حدثا به.
قلت: شعيب والده لا مغمز فيه، ولكن ما علمت أحدا وثقه، بل ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات، وقد روى عن جده عبد الله، وعن معاوية، وعن والده محمد ابن عبد الله إن كان ذلك محفوظا، مع أن ذلك في أبى داود، والترمذي، والنسائي. حدث عنه ولداه: عمرو، وعمر، وثابت البنانى، فنسبه الى جده، فقال: شعيب بن عبد الله بن عمرو، وعثمان بن حكيم، وعطاء الخراساني، وآخرون.
وقد ذكر البخاري، وأبو داود، وغير واحد - أنه سمع من جده.
وفي حديث محمد بن عبيد الله، والدراوردى كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه - أنه سمع عبد الله بن عمرو يسأل عن محرم وقع على امرأته، ففى هذا الخبر أنه سمع من جده ومن ابن عباس وابن عمر، ([وصرح البخاري في ترجمة شعيب بأنه
سمع من جده عبد الله، وهذا لا ريب فيه.
أما رواية شعيب، عن أبيه محمد بن عبد الله فما علمتها صحت، فإن محمدا قديم الوفاة، وكأنه مات شابا]).
جرير، عن مغيرة، قال: كان لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد، وخداش بن عمر، وأبي الطفيل، وبصحيفة عبد الله بن عمرو.
ثم قال مغيرة: ما يسرنى أن صحيفة عبد الله بن عمرو عندي بتمرتين أو بفلسين.
وقال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة، الا إذا روى عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ يكون مرسلا، لان جده عنده محمد بن عبد الله بن عمرو، ولا صحبة له.
قلت: هذا لا شئ، لان شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي رباه حتى قيل إن محمدا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفل شعيبا جده عبد الله، فإذا قال: عن أبيه، ثم قال: عن جده - فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد الى شعيب.
وبعضهم تعلل بأنها صحيفة رواها وجادة، ولهذا تجنبها أصحاب الصحيح، والتصحيف يدخل على الرواية من الصحف بخلاف المشافهة بالسماع.