للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلتُ: الأشبه من كلام ابن سعد أنه قال مات في آخر ولاية الحَجَّاج (١)، فلا مخالفة حينئذٍ بين ما قال وبين ما قاله عمرو بن علي (٢).

وقد ذكر ابن سعد وغيره له مناقب كثيرة؛ فمنها ما روى معمر عن قتادة قال: كان مُطَرِّفٌ وصاحبٌ له سائرَين في ليلةٍ مظلمةٍ فإذا طرف عصا أحدهما مُنيرةٌ عنده فقال صاحبه لو حدّثنا الناس بهذا لكذَّبونا فقال مُطَرِّف: المُكَذِّبِ أَكْذَب (٣).

وقال العجلي: من كبار التابعين، رجل صالحٌ (٤).

وذكر جماعةٌ منهم ابن حبان (٥) أنه مات بعد (٦) طاعون الجارف سنة سبعٍ وثمانين.

ومن مَحَاسِن كلامه (٧): لأَن أَبيتَ نائمًا فأُصبحَ نادما أَحبُّ إليَّ من أن أَبيتَ قائمًا وأُصبحَ مُعْجَبًا (٨).


(١) نصُّ كلام ابن سعد: ومات مُطرِّف في ولاية الحَجِّاج بن يوسف العراق بعد الطاعون الجارف، وكان الطاعون سنة سبع وثمانين في خلافة الوليد بن عبد الملك. "الطبقات الكبرى": (٩/ ١٤٦).
(٢) رجّحه الذهبي في "السير": (٤/ ١٩٠) بقوله: وهذا أشبه.
(٣) انظر "تاريخ دمشق": (٥٨/ ٣٢١).
(٤) "معرفة الثقات": (٢/ ٢٨٢) (الترجمة ١٧٣٨) وفيه: (من خيار التابعين) بدل (من كبار التابعين).
(٥) انظر "الثقات": (٥/ ٤٣٠) ولفظه: مات بعد طاعون، الجارف وكان طاعون الجارف سنة تسعٍ وستين، وقد قيل سنة سبع وثمانين.
(٦) في (م): (في) بدل (بعد).
(٧) من قوله: (ومن محاسن كلامه) إلى قوله: (وأُصْبحَ مُعْجَبًا) ليس في: (م) و (ص).
(٨) انظر "حلية الأولياء" لأبي نُعَيم: (٢/ ٢٠٠) وأورده الحافظ الذهبي في "السير": (٤/ ١٩٠) ثم أعقبه بقوله : قلتُ: لا أفلح - والله - من زَكَّى نفسه أو أعجبته.