للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علمُ الحديثِ به أصبحتَ مُنفردًا … وللأنام فكم أَبْرَزُتَ من غُررِ

لقد جَلوتَ عروسَ الحُسنِ مُبتكِرًا … فيما أتيتَ به من نُخبة الفِكَرِ

إذا تأمّلها بالفكرِ ناظرُها … تَهْمِي فوائدُها للفكرِ كالمطرِ

[المبحث الثامن: مؤلفاته]

لم يغادر الحافظُ ابن حجر رحمه لله الحياةَ حتى أثرى المكتبة الإسلامية بثروةٍ علميةٍ كبيرةٍ غزيرةٍ في شتى فنون العلم، وما هي - في الحقيقة - إلا شاهد عيان على تقدُّمِه في هذه العلوم وطولِ باعِه فيها، لاسيّما ما يتعلق منها بعلوم الحديث.

ومن أجل ذلك تلقّاها العلماء بالقبول، فأثنوا عليها، وحرصوا على سماعِها، أو اقتنائها والإفادة منها.

قال الحافظُ تقيُّ الدين بنُ فهد المكّي في كتابه "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" عن الحافظ ابنِ حجر: (وكان أحسن الله تعالى إليه في حال طلبِه مُفيدًا في زيِّ مُستفيد، إلى أن انفرد في الشُّبوبية بين علماء زمانِه بمعرفة فنون الحديث، لاسيّما رجاله وما يتعلّق بهم، فأَلَّفَ التآليف المفيدةَ المليحةَ الجليلةَ، السائرةَ الشاهدةَ له بكلِّ فضيلةٍ الدَّالةَ على غزارة فوائده، والمعربةَ عن حُسْنِ مقاصده، جمع فيها فأوعى، وفاقَ أقرانه جنسًا ونوعًا، التي تشنّفت بسماعها الأسماعُ، وانعقد على كمالِها لسانُ الإجماع، فرُزِقَ فيها الحظَّ السَّامي عن اللَّمْس، وسارت بها الركبان سيرَ الشَّمْس) (١).

وقد زاد عددُ ما ألَّفه الحافظُ على الثمانين ومائتينِ (٢٨٠) مؤلَّفًا (٢)،


(١) (ص ٣٣٢).
(٢) انظر: "ابن حجر العسقلانيّ، مُصنَّفاتُه .. " (١/ ١٧٣ - ٣٨٦) للدكتور شاكر محمود عبد المنعم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>