للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الثالث: أهمية الكتاب، ومميزاته وثناء العلماء عليه]

لقد وَفَّقَ اللهُ الحافظَ ابنَ حجر أيّما توفيق في تصنيفه لهذا الكتاب؛ حيث امتاز بجُملةٍ من المميِّزات التي أكسبته أهميةً بالغةً عند العلماء كافَّةً، ولا سيما علماء الحديث.

وتتمثّل هذه الأهمية في أوجهٍ عديدةٍ، منها:

أوّلًا: غزارة مادته العلمية فيما يتعلّق بأقوال الأئمة في الرواة جرحًا وتعديلًا، بل أصبح هذا الكتابُ أهمَّ الكتب التي أَلَّفَها الحفّاظُ المتأخرون فيما يخص هذا الجانب.

وذلك أن مؤلِّفَه الحافظُ ابنَ حَجَر جَمَعَ فيه مقصودَ موسوعتينِ كبيرتينِ في هذا الفنّ هما: "تهذيب الكمال" للحافظ المزيّ، و"إكمال تهذيب الكمال" للعلّامة مُغلطاي وزاد عليهما كثيرًا من الزيادات المهمة التي لا يُستغنى عنها، فصار من أوعب الكتب التي حوت أحكامَ الأئمةِ النُّقَّادِ على الرواة جرحًا وتعديلًا.

ثانيًا: كون هذا الكتاب يخدم أصول دواوين السُّنَّة، وأُمَّات كتب الحديث؛ وذلك بخدمتِه لرجال الكتب السِّتة، وبعض المؤلَّفات الأخرى لأصحاب الكتب الستة.

ثالثًا: عناية الحافظ بتحريرِ هذا الكتاب ومراجعته، فأضحى من جملة تصانيفِه التي ارتضاها وقد تقدَّم عنه قوله: (لستُ راضيًا عن شيءٍ من تصانيفي؛ لأني عملتُها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيّأ لي من يُحرِّرها معي، سوى "شرح البخاريّ"، و "مُقدِّمته"، و "المشتبه"، و "التهذيب"، و "لسان الميزان" (١).


(١) انظر: "الجواهر والدرر" (٢/ ٦٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>