وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٤/ ٣٠٨)، رقم (٧٨٩٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨/ ٩١)، رقم (٧٤٦٤)، كلاهما من طريق هشام بن حسان، أربعتهم (مهدي بن ميمون، جرير بن حازم واصل مولى أبي عيينة هشام بن حسان) عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول الله ﷺ غزوة، فأتيته، فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة. فقال: "اللهم سلمهم وغنمهم"، قال: فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله ﷺ غزوًا ثانيًا، فأتيته فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة. فقال: "اللهم سلمهم وغنمهم"، قال: فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أنشأ غزوا ثالثًا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إني أتيتك مرتين قبل مرّتي هذه فسألتك أن تدعو الله لي بالشهادة، فدعوت الله أن يسلمنا ويغنمنا فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله، فادع الله لي بالشهادة. فقال: "اللهم سلمهم وغنمهم"، قال: فسلمنا وغنمنا، ثم أتيته فقلت يا رسول الله، مرني بعمل. قال: "عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له"، قال: فما رئي أبو أمامة ولا امرأته ولا خادمه إلا صيامًا، قال: فكان إذا رئي في دارهم دخان بالنهار قيل اعتراهم ضيف، نزل بهم نازل، قال: فلبثت بذلك ما شاء الله، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله أمرتنا بالصيام فأرجو أن يكون قد بارك الله لنا فيه يا رسول الله، فمرني بعمل آخر قال: "اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة"، ومنهم من أخرجه مختصرًا ومطولًا، وسقط رجاء بن حيوة في مطبوع "المصنف". والظاهر الطريقان جميعًا محفوظان، وليس من باب المزيد في متصل الأسانيد، قال ابن حبان أبو نصر هذا هو حميد، بن هلال، ولست أنكر أن يكون محمد بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله، من رجاء بن حيوة، وسمع بعضه من حميد، بن هلال، فالطريقان جميعًا، محفوظان انظر: "صحيح ابن حبان" (٨/ ٢١٣) رقم (٣٤٢٦)، والحديث إسناده صحيح، والله أعلم.