وقد رُوِيَ متنُ هذا الحديث من طرقٍ أخرى، مدارُها على سعد بن إسحاق؛ فأخرجه أبو داود في "سُننه" (رقم ٢٣٠٠)، والتّرمذيُّ في "جامعه" (رقم ١٢٤٣) - وقال: حسنٌ صحيحٌ، والنّسائيُّ في "الكبرى" (١٠/ ٣٤ / رقم (١٩٧٧) و "الصغرى" (رقم ٣٥٣٠)، وابنُ ماجه في "سُننه" (رقم ٢٠٣١)؛ من طرقٍ عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة، عن عمّته زينب بنت كعب بن عُجرة، عن الفُريعة بنت مالك ﵂. والقولُ بصحَّة هذا الحديث أقربُ مِن قول مَنْ ضعّفه بجهالة زينب، ويؤيّدُ ذلك: روايةُ الإمامِ مالكٍ - رحمه لله - له في "موطَّئه" (رقم ١٧٠٧ - رواية أبي مصعب)، وتصحيحُ التّرمذيِّ، وكذا ابن حبّان (١٠/ ١٢٨/ رقم ٤٢٩٢). ثمّ إنّه مما يدلّ على قوّة روايتها أنّها زوجُ أبي سعيد الخدريّ - كما في "معرفة الصحابة" (٦/ ٣٤٢١) لأبي نعيم -، وهو شقيقُ الفُريعة، فيقوى جانبُ ضبطها لقصّة أخت زوجها، خصوصًا أنّ هذه القصّة تتعلّق بشأنٍ من شؤون النّساء، وزينب منهنّ، وهي زوجُ صحابيٍّ، وبنتُ صحابيٍّ، ﵄. (١) انظر: "إكمال تهذيب الكمال" (١/ ٥٥). والعبارة هذه غير مثبتة في (م)، وليست في المطبوع، وهي مثبتة في هامش الأصل وهامش (ش).