وعلّق النَّوَوِيُّ عليه، فقال: "ثم هنا قاعدةٌ نُنَبِّهُ عليها ثم نحيل عليها فيما بعد - إن شاء الله تعالى - وهي: أن عفان ﵀ قال: إنما ابتلي هشامٌ، يعني: إنما ضعفوه من قبل هذا الحديث، كان يقول: حدثني يحيى، عن محمّد، ثم ادَّعى بعد أنه سمعه من محمّد، هذا وهذا القدر وحده لا يقتضي ضعفًا، لأنه ليس فيه تصريحٌ بكذِبٍ لاحتمال أنه سمعه من محمّد ثم نسيه، فحدَّث به عن يحيى عنه، ثم ذكر سَمَاعه من محمّد فرواه عنه، ولكن انضمَّ إلى هذا قرائنُ وأمورٌ اقتضت عند العلماء بهذا الفنَّ - الحُذَّاقِ فيه المُبَرَّزِين مِن أهله، العارفين بدقائقِ أحوال رواته - أنه لم يسمعه من محمَّد، فحكموا بذلك لَمَّا قامت الدلائل الظاهرة عندهم بذلك، وسيأتي بعد هذا أشياء كثيرة من أقوال الأئمة في الجرح بنحو هذا، وكُلُّها يقال فيها ما قلنا هنا والله أعلم". شرح النووي (١/ ١٩٦). (١) ينظر ترجمة رقم: (٨١٢٢). (٢) هكذا غير منسوب، وقيل في اسمه: يحيى بن عمير، ففي "الميزان" (٤/ ٤٠٠) (٩٥٩٨): يحيى بن عمير، عن علي ﵁ في الحدود، لا يُدْرَى من هو. (٣) لم أقف على طريق يحيى هذا، والحديث رواه جمعٌ كثير عن عُمَيْر بن سعيد، عن علي ﵁، وهو في الصحيحين. ينظر: "صحيح البخاري" (كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، ٨/ ١٥٨، رقم: ٦٧٧٨)، وينظر: "صحيح مسلم" (كتاب الحدود، برقم: ١٧٠٧). (٤) هذه الترجمة ليست في (م).