ورجَّح الحافظ ابن حجر رواية محمد بن يحيى المازني وما وافقها "الإصابة" (٧/ ١٤٠) فإنَّ رواتَها أكثر، وهي ضعيفة لوجود الرجل المبهم في إسنادها، قال الإمام البخاري: "عدي الجُذامي له صحبة، حديث مرسل" "التاريخ الكبير" (٧/ ٤٤)، وقال أبو حاتم: "عدي الجُذامي له صحبة، روى عنه عبد الرحمن بن حرملة، مرسل لم يلْقه" "الجرح والتعديل" (٧/ ٢)، والله أعلم. (١) "المعجم الكبير" (١٧/ ١١٠ - ١١١). (٢) قال ابن القطان: ( .. غير أنَّ ابن السكن، لمَّا ذَكر عَدِيًا الجُذامي وفرغ من ذكره قال: وقد رُوي عن عدي بن زيد "أنَّ النبي ﷺ حمى كل ناحية من المدينة بريدًا". لم يزدْ على هذا، كأنَّه عنده عدي الجذامي، ولم يذكرْ والد عَدِي الجُذامي حين ذكره، وكذلك أبو القاسم البغوي. وحديثه الذي يُعرف به، هو غير حديث عَدِي بن زيد هذا) "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٣٢٥). والذي يظهر لي أنَّ الصواب هو التفريق بينهما، وبيان ذلك أنَّ المذكور في الصحابه إنَّما هو: عدي الجذامي، حيث جزم بصحبته البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن سعد وخليفة بن خياط وابن قانع وغيرهم في الصحابة، انظر: "التاريخ الكبير" (٧/ ٤٤) و"الجرح والتعديل (٧/ ٢)، و"الطبقات الكبير" لابن سعد (٦/ ٢٥٣)، و "طبقات خليفة" (ص ٧٠) و"معجم الصحابة" لابن قانع (٢/ ٢٩٤). وأمَّا عدي بن زيد فمَنْ ذكره في الصحابة فبناءً على أنَّه الجذامي، انظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (٤/ ٢١٩٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٣/ ٥٠٨ - ٥٠٩). ويؤيد التفريق بينهما ما ذكره ابن القطَّان أنَّ الحديثين اللذَيْن يرويانهما مختلفان، فعدي بن زيد حديثه في حِمَى المدينة، وعدي الجذامي في قتل الخطأ، والله أعلم.