للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

برُمْحه فشَقَّها، فرفع ذلك إلى معاوية وهو أمير فقال: دَعُوه فإِنَّه شيخٌ ذَهَبَ عقلُه (١).

وروى عنه سَهْل بن أبي حَثْمَة: أنَّه أراد أن يتكلَّم في قصةٍ عند قتلِ أخيه وكان أصغرَ القومِ، فقال النبي : "كبِّر كبِّر، فتكلَّم حُوَيِّصة. .. "الحديث في القَسامَة، وقد تقدَّمِت الإشارةُ إليه في ترجمة حُوَيِّصة (٢).

وقال ابن سعد: أُمُّه ليلى بنت رافع بن عامر بن عَدي، وهو الذي اعتمر بعد بدر، فأسره أبو سفيان حتى فدى به ولدَه عَمرو بن أبي سفيان (٣).

قلت: وفيه نظر؛ لأنَّ الذي أسره أبو سفيان بسبب ولده عَمرو قيل فيه: أنَّه شهد بدرًا، ومَن يُؤسَر بعد بدر بقليل لا يُقال في حقِّه بعد قليل من السِّنين: إنَّه أصغر القوم، ثم إنَّ اسم جَدّ الذي أُسِر لم يُسمَّ، وقيل في حقِّه: إنَّه شهد بدرًا وأُحُدًا والخَندق وغيرها، وصاحب قصة القَسامة يَصغُر عن ذلك، وأيضًا فلو كان هو لم يقُل معاوية في حقِّه بعد الثلاثين سنة أو دونها: شيخ ذهب عقلُه (٤)، فالذي يظهر أنه غيره.

[٤٠٨٥] (م) عبد الرحمن بن سلَّام بن عُبَيْد الله بن سالم، ويُقال: ابن سلَّام، الجُمَحيُّ، أبو حَرْب البصريُّ، مولى قُدامَة بن مظعون، وهو أخو محمد بن سلَّام الجُمَحيُّ صاحب الأخبار.


(١) " معرفة الصحابة" لأبي نعيم (٤/ ١٨٢٨) رقم (١٨٣٢) قال الحافظ ابن حجر معلِّقًا على هذه القصة: سنده ضعيف من أجل بريدة بن سفيان. "الإصابة" (٦/ ٤٩٣)، وقال أبو حاتم: بريدة بن سفيان الأسلمي، ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٢٤ رقم ١٦٨٥)، وقال ابن حجر ليس بالقوي وفيه رَفْض. "التقريب" (٦٦٧).
(٢) ترجمة حويصة برقم (١٦٨٠).
(٣) "الطبقات الكبرى" (٤/ ٢٨٦ رقم ٥٦٣).
(٤) يَردِ على استدلاله الأخير تضعيفُ ابن حجر لسند الخبر كما نقلتُه في أول الترجمة والله أعلم.