(١) أخرجه البزار في: "البحر الزخار" (٢/ ٢١٦)، رقم (٦٠٥)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (٢/ ٦٠٤) كلاهما من طريق يوسف بن موسى القطان، عن جرير بن عبد الحميد، عن حنيف المؤذن، عن أبي الرقاد، عن علقمة بن قيس، عن علي ﵁، قال: قال لي النبي ﷺ في مرضه الذي مات فيه: "ائذن للناس علي، فأذنت، فقال: لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد … ". وهذا الحديث إسناده ضعيف، لجهالة حنيف بن رستم المؤذن، انظر: "التقريب" (ص ٢٨٠)، رقم (١٥٩٦). وللحديث طريق آخر عن علي ﵁، أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٤/ ٢٥)، عن عثمان بن اليمان، عن أبي بكر بن عون، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن جده، قال: سمعت عليًّا بالكوفة، يقول: يا ليتني كنت أطعت عباسًا، يا ليتني كنت أطعت عباسًا، قال: قال العباس: اذهب بنا إلى رسول الله، فإن كان هذا الأمر فينا، وإلا أوصى بنا الناس، قال: فأتوا النبيَّ ﷺ، فسمعوه يقول: لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .... والحديث رجاله ثقات، غير عثمان بن اليمان وهو مقبول، انظر: "التقريب" (ص ٦٧٠)، رقم (٤٥٦٢). والحاصل أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم. وللحديث شواهد كثيرة صحيحة قد جمعها الشيخ الألباني في كتابه "تحذير الساجد" (ص ١٤ - ٢٨). ومعنى اتخاذ قبور المساجد يشتمل على ثلاثة معان: الأول: الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها، الثاني: السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء، الثالث: بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها. انظر: "تحذير الساجد" (ص ٢٩ - ٤٢). (٢) انظر: "ميزان الاعتدال" (٤/ ٥٢٤). (٣) من قوله (قلت) إلى (هو) غير مثبت في (م).