للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذَكَرَ ابنُ قُتيبة في "المعارف" (١)، وابن دُريد في "الاشتقاق" (٢) أَنَّ عكراش بن ذُؤيب شَهِد الجَمَل مع عائشة، فقال الأحنف: كأنَّكم به وقد أُتيَ به قتيلًا، أو به جِراحة، لا تُفارقه حتى يموت، قال: فضُرب ضربةً على أنفِه عاشَ بعدها مئة سنة وأَثَرُ الضربةِ به، انتهى.

والمراد مِن هذا - إن صحَّتْ هذه الحكاية مع انقطاعها -: أنَّه أكمل مئة سنة من عمره، لا أنَّه عاش بعد الضربة مئة سنة؛ لأنَّ ذلك مستحيل إذ المحدِّثون قد اتفقوا على أنَّ آخر الصحابة موتًا: أبو الطُّفيل عامر بن واثلة، ومات سنة عشر ومئة - على الصحيح (٣) -، وظهر به مصداقُ قوله فيما أخرجه أصحاب الصحيح أنَّه قال في أواخر (٤) عُمُره: "على رأس مئةِ سنة من هذه الليلة لا يبقى على وجه الأرض ممَّن هو اليوم عليها أحد" (٥)، فكان كذلك.

[٤٩٠٧] (ت) عِكْرمة بن أبي جَهل، واسمه: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم القُرشيّ.


= لا يَثْبُت حَدِيثه" "الضعفاء الصغير" (ص ٧٦)، رقم (٢١٥)، وقال الترمذي: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء"، وقال أبو حاتم الرازي في العلاء بن الفضل: "شيخٌ مجهولٌ" "الجرح والتعديل" (٥/ ٣٣٠)، وقال ابن حبان: "عُبيد الله بن عِكْراش .. منكر الحديث جدًّا، ولا أدري المناكير في حديثه وقع من جهته أو مِن العلاء بن الفضل" "المجروحين" (٢/ ٢٨)، وقال: "العلاء بن الفضل .. ينفرد بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا يُعجبني الاحتجاج بأخباره التي انفرد بها" المصدر السابق (٢/ ١٧٥).
(١) (ص ٣١٠).
(٢) (ص ٢٤٩).
(٣) انظر: "التقييد والإيضاح" للعراقي (٢/ ٩٢٦ - ٩٣١)
(٤) في (م): (آخر).
(٥) أخرجه البخاري (١١٦)، ومسلم (٢٥٣٧) من حديث عبد الله بن عمر .