الصَّوَاب أن الأول والثاني واحد، والثالث آخر، وبيان ذلك: • أن الإمام البخاري ﵀ ذكر أيمن الحبشي وذكر في الرواة عنه عطاء ومجاهدا، بعد أن ذكر أنه روى عنه ابنه. فهما عنده واحد، وكذَلِك جعله هو راوي حَدِيث السرقة. ولم يُثبت له صُحْبَة، بل قَالَ حَدِيثه في السرقة مرسل. وذَلِك ظاهر صنيع أبي حاتم ﵀. • بيَّن الدَّارَقُظني ﵀ أن ابنه عبد الواحد لم ينفرد بالرِوَايَة عنه، بل روى عنه عَطَاء ومجاهد أيضًا. وابن حبان ﵀ جمع بينهما، ونفى له الصُحْبَة، فهو الصَّوَاب، لكنه أخطأ ﵀ حين جمعهما مع أيمن ابن أم أيمن على أنه كله رجل واحد. وسيأتي بيان ذلك. وأبو زُرْعَة ﵀ لم يُثبت له صُحْبَة حين وثقه، الصَّحَابة كُلّهم عدول. أما أيمن ابن أم أيمن فآخر ليس هُو راوي (حَدِيث المجنّ في السرقة): • وذلك لأن شريكًا القاضي هو الَّذِي خلط في حَدِيثه، فروى عن منصور، عن مجاهد وعطاء عن أيمن ابن أم أيمن (حَدِيث القطع). قَالَ البيهقي في "السنن": خلط فيه شريكٌ، وهَذا خطأ منه أو ممَنْ رَوَى عَنْه. اه إلا أن الراوي عنه (أبو الوليد الطيالسي)، ثِقَة حافظ، وإنما التخليط من شريك، ولعل ابن حبّان أخذه منه. • فرِوَايَة مجاهد عن أيمن بن أم أيمن (في القطع في السرقة)، خطأ؛ لأن الحَدِيث واحد، ومجاهد معروف بالرِوَايَة عن أيمن الحبشي وقيل مَوْلَى ابن الزُّبَير. فأيمن ابن أم أيمن اسمه: أيمن بن عبيد بن عَمرو، هُو أخو أسامة بن زيد لأمه، وهو أكبر منه. • وهو صحابي، وليْسَ هُو راوي حَدِيث (القطع في السرقة)، ولأن أيمن ابن أم أيمن قتل يوم حنين ولم يدركه مجاهدٌ. وأمه لم تتزوج بعد زيد بن حارثة، حتى يتوهم وجود أيمن آخر منها، يعيش حتى يأخذ عنه مجاهد وعطاء. مصادر الدراسة: "التَّارِيخ الكبير" (٢/ ٢٥) وما بعدها في ترجمة أيمن الحبشي رقم (١٥٧٣). و "الجرح والتعديل" (٢/ ٣١٨) رقم: (١٢٠٧)، و"سنن الدارقطني" (٤/ ٢٦٣) رقم: (٣٤٣٥). والجوهر النقي (٨/ ٢٥٨). ونصب الراية (٣/ ٣٥٧)، و "إكمال" مُغْلَطَاي (٢/ ٣١٥) وما بعدها مع تعليقات المحقق؛ فإنه أفاد وأجاد.