للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن شدة عنايتِه بهذا الكتاب أنه كان يُديم النظرَ فيه، ويُضيف ما يراه مُهمًّا من الزيادات والتعقُّبات والاستدراكات ويؤكِّد ذلك: ما كتبه في آخر النسخة الأصل، ونصُّه: (وقد كُتِبَت من هذا الكتاب غيرُ نُسخةٍ، ثم إنني في زمن الاشتغال ألحقتُ فيه أشياء كثيرةً، وظهر من هوامش هذه النُّسخة أنْ هي نسخة الأصل، فمن ظفر بها ممّن له نُسخة من هذا المختصَر فَلْيُلْحِقْها، فإنّي ألحقتُ فيها تراجم كثيرةً جِدًّا في سنة ستٍّ وسبعٍ وأربعين. . .) (١).

وكذا مُراسلته لتلميذِه عُمر بن النجم محمّد محمّد محمّد بن فهد المكي، والتي أوصاه فيها باصطحاب كتاب والده لإلحاق جميع ما أضافه الحافظُ - بعدُ - في "تهذيب التهذيب"، وفي هذه المراسلة قال له: (والمسؤولُ من فضله إبلاغ سلام العبد على الوالد، وتعريفه بأنه تَجَدَّدَ في "تهذيب التهذيب" الذي كان اطّلع وضَمَّه إلى أصل "التهذيب"، وتَعِبَ فيه ذلك التَّعَب، وهو محتاجٌ إلى إلحاق ما تَجَدَّد للعبد فيه من الزيادات والتعقُّبات والاستدراكات في هذه المدة، ممّا لَعَلَّه لو جُرِّد لكان قدر مجلِّد، فإن تيسَّر وصولكم فليكن كتابُ الوالدِ صُحبتكم؛ لتُلحقوا فيه المتجدِّدات المذكورات - إن شاء الله تعالى -) (٢).

بل بلغ الأمرُ من ذلك أنّه ألحق في ترجمة إبراهيم بن يزيد النخعي (٣) من النسخة الأصل فَرْخَةً تَضَمَّنَت أربعةَ أسطرٍ من إضافاتِه (٤)، وكَتَبَ في آخرها: (أُلحق سنة ٨٥٢)، أي في السَّنَةِ التي تُوفِّي فيها عليه -رحمةُ الله-.


(١) (٣/ ق ٣١٤/أ).
(٢) انظر: "الجواهر والدرر" (٣/ ١١٢٣).
(٣) الترجمة رقم (٢٩١).
(٤) (١/ ق ٣٥/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>