للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التراجم من مناقب وسِيَرٍ لا تخدم جانبَ الجرح والتعديل - المقصودَ الأهمَّ من الكتاب -، وأنّ جميعَ ما عُمل - ممَّن سبقه - على "تهذيب الكمال" من اختصارٍ أو استدراكٍ؛ غيرُ كافٍ، ولا شافٍ.

قال الحافظُ في خطبة كتابِه: (فاستخرتُ الله تعالى في اختصار "التهذيب"، على طريقةِ أرجو الله أن تكون مستقيمةً، وهو أنني أقتصرُ على ما يفيد الجرح والتعديل خاصّة، وأحذفُ منه ما أطال به الكتاب من الأحاديث التي يُخرِّجها من مروياته العالية من الموافقات، والأبدال، وغير ذلك من أنواع العلو؛ فإنّ ذلك بالمعاجم والمشيخات أشبه منه بموضوع الكتاب. . .) (١).

وأصرحُ من ذلك قولُه في "تعجيل المنفعة" (٢): (وإنّما حَدَا على عمل " تهذيب التهذيب" أنّ العلامةَ شيخَ شيوخِنا علاء الدين مُغلطاي وَضَعَ عليه -[أي: "تهذيب الكمال" للمزيّ]- كتابًا سَمَّاه "إكمال تهذيب الكمال". … ، وجاء كتابًا كبيرًا، يقرب حجمُه من حجم "التهذيب". … فعمدتُ أنا إلى "التهذيب"، فلَخَّصْتُه؛ بأن حذفتُ منه الأحاديثَ التي يسوقها المزيُّ بأسانيده من رواية ذلك الشخص المترجم؛ فإنّ ذلك بالمعاجم والمشيخات أشبه، وكذلك ما يُورِدُه من مناقب الصحابة والأئمة، ومن سِيَرِ الملوك الملوك والأُمراء في تراجمهم؛ لأنّ لذلك محلًّا آخر، وموضوعُ الكتاب إنما هو لبيان حال الشخص المترجَم من جرحٍ أو تعديلٍ فاقتصرتُ على ما في كتابِه من ذلك، وأضفتُ إليه ما في كتاب مُغلطاي من هذا الغرض، مُتَجَنِّبًا ما ظهر لي أنّه وَهِمَ فيه غالبًا … ثم تتبعتُ - بمبلغ نظري وتفتيشي - على ما يتعلق بهذا الغرض بعينه، فألحقتُ في كلِّ ترجمة ما عثرتُ عليه من ذلك).


(١) "تهذيب التهذيب (١/ ٣؛ ط. الهندية).
(٢) (١/ ٢٤٢ - ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>