للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال إسحاق بن إبراهيم: قال أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جَهْم معطِّل، ومقاتل مشبِّه (١).

وقال محمد بن سماعة، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة: أفرط جَهْم في النَّفي حتى قال: إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل في الإثبات حتَّى جعل الله مثلَ خلقه (٢).

وقال عبد الله بن أبي القاضي: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أخرجتْ (٣) خراسان ثلاثةً لم يكن لهم في الدُّنيا نظيرٌ في البدعة والكذب: جَهُم، ومُقاتِل، وعمر بن صُبْح (٤).

وقال خارجة بن مُصْعَب: كان جَهْم ومُقاتِل عندنا فاسقَين فاجرَين. قال خارجة: لم أستحلَّ دمَ يهوديٍّ ولا ذميٍّ، ولو قدرت على مُقاتِل بن سليمان في موضع لا يراني (٥) أحد لقتلته (٦).


(١) المصدر نفسه (١٥/ ٢١٢، رقم: ٧٠٩٥).
(٢) المصدر نفسه (١٥/ ٢١٥، رقم: ٧٠٩٥).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن توحيد الصفات: الأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيًا وإثباتًا؛ فيُثبَت الله ما أثبته لنفسه ويُنفى عنه ما نفاه عن نفسه. وقد عُلم أنَّ طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل … فطريقتهم تتضمَّن إثبات الأسماء والصِّفات مع نفي مماثلة المخلوقات، إثباتًا بلا تشبيه وتنزيهًا بلا تعطيل، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. ففي قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء﴾ ردٌ للتَّشبيه والتمثيل، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ رد للإلحاد والتَّعطيل. ينظر: "مجموع الفتاوى" (٣/ ٤).
(٣) زاد في "ص": "من".
(٤) "تاريخ بغداد" (١٥/ ٢١٢، رقم: ٧٠٩٥).
(٥) زاد في "م"، و "ص": "فيه".
(٦) "تاريخ بغداد" (١٥/ ٢١٢، رقم: ٧٠٩٥)، وفي "المجروحين" (٢/ ٣٤٩، رقم: ١٠٤٣)، والجملة الأولى فحسب.