للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو عجيبٌ؛ فإنّ الحديث عند أبي داود في كتابِ "الخراجِ" (١)، من طريق يونس بن بُكير، عن أسباط بن نصر، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشيّ.

وأسباطُ بنُ نصر مشهورٌ بالرِّوايةِ عن السُّدِّي؛ قد أَخرج الطَّبريُّ وابنُ أبي حاتم وغيرُهما في تفاسيرهم تفسير السُّدِّي مُفَرَّقًا في السُّوَرِ، مِن طريقِ أسباطِ بنِ نصر، عنه.

وأخرجَ هذا الحديث الذي ذَكَرَه أبو داود: الحافظُ ضياءُ الدين في "المختارة" (٢)، من طريقِ أبي داود، وترجم له: إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي (٣)، عن ابن عبّاس.

وقد حَكَى الحافظُ عبد الغني (٤) في ترجمةِ السُّدِّي أنّه مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، وقيل: مولى بني هاشم.

وقيسُ بنُ مخرمة مطّلبيّ، والمطّلبُ وهاشمٌ أخوانِ، وَلَدَا عبد مناف بن قصيّ - رأس قريش -، فنُسِبَ السُّدِّي قرشيًّا بالولاءِ، واللهُ أعلمُ (٥).


(١) "سُنن الإمام أبي داود" (كتاب الخَراج والفَيْء والإمارة، بابٌ في أخذ الجزية، الحديث رقم ٣٠٤١).
(٢) (٩/ ٥٠٨ - ٥٠٩: الحديث رقم ٤٩٢).
(٣) سقطت كلمة "السُّدِّي" من (ب)، وهي مثبتةٌ في الأصل و (م) و (ش).
(٤) "الكمال" (١ / ق ١٩١ / أ - نسخة الأزهرية).
(٥) أراد المؤلِّفُ بإفراد هذه الترجمة أن يُبيِّن خطأ الحافظ عبد الغني المقدسيّ في التفريق بين إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي وإسماعيل بن عبد الرحمن القرشيّ، وأنّ الصَّواب أنهما واحدٌ.
واستدلّ على ذلك بثلاثة أدلة:
أوّلُها: أنّ الحديث الذي أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن القرشيّ، ومن أجله أفرده الحافظُ عبد الغني بالترجمة = رواه عنه أسباطُ بنُ نصر الهمْدانيّ، =