وهذا الحديثُ الذي تَعَقَّبَ فيه الضِّياءُ ابنَ عساكر إنّما رواه النسائيُّ في "عمل اليوم واللّيلة" - كما في "تحفة الأشراف" (٩/ ٢٤٨)، ولم أقف عليه في مطبوعته -. وعلى هذا فيحتمل أن يكون كتابُ اليوم واللّيلة لم يقع للحافظ ابن عساكر في الرواية التي تحمّلها عن شيوخه لسُنن النَّسائيِّ، ممّا دفعه إلى القول بأنّ النَّسائيَّ روى عن إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة بواسطةٍ، ويُقوّي هذا الاحتمال: عنايتُه بأطراف أحاديث السُّنن الأربعة، وإفرادُها بتصنيفٍ مُستقلٍّ، سَمَّاه "الإشراف على معرفة الأطراف"، وهو قبل "المعجم المشتمل" تأليفًا، والله تعالى أعلمُ. (١) "تاريخ بغداد" (٧/ ٢٥٧). (٢) هو الحافظ أبو بكر محمّد بنُ عُمر بن محمّد بنِ سَلْم التميميّ المعروف بالجِعَابيّ، قاضي الموصل، كان أحد الحفّاظ المشهورين بالحفظ والذكاء والفهم، وله تصانيف كثيرةٌ في الأبواب، والشيوخ، ومعرفة الإخوة والأخوات، وتواريخ الأمصار، مات ببغداد، سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمئة. انظر ترجمتَه مُطَوَّلةً في: "الأنساب" (٣/ ٢٦٣ - ٢٦٥) للسّمعاني. (٣) "تاريخ بغداد" (٧/ ٢٥٧). (٤) (٨/ ١٠٣). (٥) كذا في الأصل و (م) و (ب)، وفي (ش): "أربعين ومئة"!