للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جلا (١) عنها من أهلها من كانت به قوَّةٌ، ولم يكنْ يُعاب إلا بالكذب (٢)، انتهى.

وأخباره في قتال الخوارج كثيرة جدًّا، قد أفردها المبرد (٣)، وغيره.

وقال ابن عبد البرِّ في "الاستيعاب": له رواية عن النَّبيِّ مرسلة، وهو ثقة، ليس به بأس. وأمَّا من عابه بالكذب فلا وجهَ له لأنَّ صاحبَ الحرب يحتاج إلى المعاريض والحِيَل، فمن لم يعرفْها عدَّها كذبًا (٤)، انتهى.

وبيَّن المبرد في "الكامل" أنَّ ذلك كان من المُهلَّب في حروبه حتَّى كان قوم ممَّن يشنؤه إذا رأوه أخذ في الحديث قالوا: "راح يكذب".

وخرج منه (٥) الأزارقة (٦) من الخوارج - وذلك كان خدعة منه -، وهو صدوق.

وقال الحسن بن عُمَارة: قيل لأبي إسحاق: لِمَ رَوَيت عن المهلَّب؟ فقال: لأنِّي لم أَرَ أميرًا أيمنَ نقيبةً، ولا أشجعَ لقاءً، ولا أبعدَ ممَّا يكره، ولا أقربَ ممَّا يحبُّ منه (٧).


(١) في "م"، و"ص": "خلا" بالخاء المعجمة.
(٢) "المعارف" (ص ٣٩٩).
وفي "م"، و"ص": "صبية".
(٣) ينظر: "الكامل في اللغة والأدب" (٣/ ١٢٣٨ فما بعدها).
(٤) "الاستيعاب" (ص ٨٢٤، رقم: ٣٠٢٤).
(٥) قوله: "خرج منه" ليس بواضح في "الأصل" ولعلَّه الأقرب، والله أعلم.
(٦) هم: طائفة من الخوارج أتباعُ نافع بن الأزرق الحنفي أبي راشد، ولم يكن للخوارج قط فرقة أكثر عددًا ولا أشدَّ منهم شوكة. ينظر تفصيل عقائدهم في: "الفَرْق بين الفِرَق" (ص ٧٨، رقم: ٢).
(٧) "الكامل" لابن عدي (٣/ ١١٥، رقم: ٤٤٥)، وفيه: "قيل لابن إسحاق: … لم أر =