للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سمع سعدًا الصلاة في مسجد المدينة، فأنكر يحيى أن يكونَ عمر سمع سعدًا، ولم يَرْضَ موسى بن عُبَيدة (١).


(١) "الجرح والتعديل" (١/ ٢٤٥)، و"الضعفاء الكبير" (٤/ ١٣١٢، رقم: ١٧٣٦).
قلت: الذي يظهر لي أنَّ سماعَ عمر بن الحكم من سعد ممكن؛ وذلك لأمور:
١ - تُوفِّي سعدٌ سنة خمس وخمسين على المشهور. ذكره المزي في: "تهذيب الكمال" (١٠/ ٣١١، رقم: ٢٢٢٩)، وينظر: "الطبقات الكبرى" (٨/ ١٣٥، رقم: ٢٦٥٠).
٢ - قال يحيى بن بكير: مات عمر بن الحكم سنة سبع عشرة ومائة، وله ثمانون سنة. ينظر: "تهذيب الكمال" (٢١/ ٣٠٨، رقم: ٤٢١٠). وعليه فمولده سنة سبع وثلاثين، أي: قبل وفاة سعد بثماني عشرة سنة.
٣ - كلامهما مدنيٌّ.
ثم الحديث أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (١/ ٣٦٩، رقم: ١٣٨٣ ج)، والبزَّار في "مسنده" (٤/ ٥٩، رقم: ١٢٢٥)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ١٢٦، رقم: ٤٧٨١)، كلهم من طرق، عن شعبة، عن موسى بن عبيدة - صاحب الترجمة -، عن عمر بن الحكم، عن سعد بن أبي وقاص أنَّ النَّبيَّ قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".
وفيه موسى بن عبيدة - صاحب الترجمة - ولعلَّ الأقرب أنَّه ضعيف، والله أعلم.
وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (٣/ ١٥٨، رقم: ١٦٠٥)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢/ ١١٢، رقم: ٧٧٤)، كلاهما عن سليمان بن داود الهاشمي، عن عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن موسى بن عقبة، عن دينار القراظ، عن سعد مرفوعًا.
وهذا الإسناد حسن؛ فيه عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وهو صدوق، تغيَّر حفظه لما قدم بغداد وكان فقيهًا. أما روايته سليمان بن داود الهاشمي - الراوي عنه هنا - فروايته عنه مقاربة كما أفاده ابن المديني. ينظر ترجمتهما في "التقريب" (ص ٥٧٨، رقم: ٣٨٨٦) و (ص ٤٠٧، رقم: ٢٥٦٧)، و"التهذيب" (رقم: ٤٠٥٠) و (رقم: ٢٦٧٢).
وله شاهد في "الصحيحين"؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (٢/ ٦٠، رقم: ١١٩٠)، ومسلم في "صحيحه" (ص ٥٤٦، رقم: ١٣٩٤) من حديث أبي هريرة ، ومسلم في "صحيحه" (ص ٥٤٦، رقم: ١٣٩٥) من حديث ابن عمر .
وعليه فحديث سعد بن أبي وقاص صحيح لغيره، والله أعلم.