للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نافع بن الأزرق ونجدة بن عُوَيمر في نفر من رؤوس الخوارج يُنقِّرون العلم (١) ويطلبونه حتَّى قدموا مكَّة فلقوا ابن عبَّاس - فذكر قصةً طويلةً - (٢).

وخرجوا بعد موت يزيد بن معاوية، وبايعه الخوارجُ بالخلافة وأوقع بأهل البصرة ما هو معروف في ترجمته، ثم أنكر نجدة على نافع أشياءَ ففارقه مع طائفة يسيرة منهم أبو طالوت، وكان باليمامة فمضى إلى الحضارم وانتهبها، وقسَّم بين أصحابه، وذلك في سنة خمس وستين، ثم ظفر بمال حُمل من البحرين فانتهبه، ومضى نجدة في جمع فأوقع ببني عامر وقَتل منهم كِلابًا وعُطَيفًا - ابني قرَّة بن هُبَيرة - وغيرَهما.

واجتمع مع نجدة ثلاثةُ آلاف ثم غلب على البحرين سنة سبع وستين وأوقع بعبد القيس، ثم غلب على عمان، ثم حجَّ في سنة ثمان أو تسع فصالحه ابن الزُّبَير على أنَّ كلًّا يصلي بأصحابه ويقف بهم، فصلَّوا وكفَّ بعضهم عن بعض.

فلمَّا انقضى الحجُّ استمرَّ نجدةُ يُغير على ما بين المدينة ومكَّة وبين الطَّائف واليمامة، ويجبي الصَّدقات من البوادي، وفي أثناء ذلك كتب إلى ابن عمر يسأله عن أشياء من أحكام الجهاد، فامتنع من جوابه. فكتب إلى ابن عبَّاس فأجابه كما أخرجه مسلم في أواخر المغازي من طريق يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدة بن عامر الحروري إلى ابن عبَّاس يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم، هل يُقْسَم لهما؟ وعن قَتْل الوِلدان، وعن اليتيم متى


(١) كذا في "الأصل"، ولعلَّ الصواب: "يُنقِّرون عن العلم"، وهو كذلك في "المعجم الكبير". وفي "الصحاح" (٢/ ٨٣٦): "التنقير عن الأمر: البحث عنه".
(٢) "المعجم الكبير" (١٠/ ٣٠٤، رقم: ١٠٥٩٧).