للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بفتح القادسية (١)، وأمَّره عمر على الجيش فغزا أصبهان ففتحها، ثم أتى نَهَاوَنْد (٢) واستُشهد بها، وكان ذلك في يوم جمعة من سنة إحدى وعشرين (٣).

وقال غيره: كان معه لواء مُزَينة يوم الفتح.

قلت: هو قول ابن سعد، وزاد: إنَّه هو وإخوته شهدوا الحديبية (٤).

وهنا شيء ينبغي التَّنبيه عليه وهو قول المؤلِّف في أول التَّرجمة: "ويقال: النُّعْمان بن عمرو بن مُقرِّن"، فَلْيَعْلَمِ النَّاظرُ أنَّ جماعة من الأئمة فرَّقوا بين النُّعْمان بن مُقرِّن - فأثبتوا له الصُّحْبةَ ووصفوه بما تقدَّم من الفتوح -، وبين النُّعْمان بن عمرو بن مُقرِّن - فحكموا على حديثه بالإرسال -، منهم: ابن أبي حاتم (٥)، وأبو القاسم البغوي (٦)، وأبو أحمد العسكري (٧)، وغيرهم.

ولكنَّ العسكري زعم أنَّ الذي روى مرسلًا هو عمرو بن النُّعْمان بن مُقرِّن، فقلبه وجعله ولدًا للنُّعْمان، وهو ظنٌّ متَّجهٌ لكنَّ الصَّوابَ خلافُه. وكلُّ


(١) قال في "المعالم الأثيرة" (ص ٢٢١): صاحبة المعركة الشهيرة بقيادة سعد بن أبي وقاص . وتقع بين النجف والحيرة، إلى الشمال الغربي من الكوفة، وإلى الجنوب من كربلاء.
(٢) قال ياقوت الحموي: هي مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام. ينظر: "معجم البلدان" (٥/ ٣١٣).
(٣) "الاستيعاب" (ص ٧٢١، رقم: ٢٥٨٩).
(٤) "الطبقات الكبرى" (٥/ ١٤٦، رقم: ٨٠٥)، وقال فيه: "وحمل النعمان أحد ألوية مزينة الثلاثة التي كان رسول الله عقدها لهم يوم فتح مكة". وفيه أيضًا: "كان هو وستة أخوة له شهدوا الخندق مع رسول الله ".
(٥) "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٤٤، رقم: ٢٠٣٥)، و (٨/ ٤٤٥، رقم: ٢٠٤٢).
(٦) "إكمال تهذيب الكمال" (١٢/ ٦٤، رقم: ٤٨٤٧).
(٧) المصدر نفسه (١٢/ ٦٣، رقم: ٤٨٤٧).