للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال العُقَيليُّ: قال ابن لهيعة: كان أبو الأسود يَعْجَبُ من حديثِ هشامٍ، عن أبيه، وربما مَكَثَ سنةٌ لا يُكَلِّمُه.

قال أبو الأسود: لم يكن أحدٌ يرفع حديث أمّ زَرْعٍ غيره (١).

وقال أبو الحسن بن القطَّان: تغيّر قبل موته (٢).

ولم نَرَ له في ذلك سَلَفًا.


(١) ينظر الضعفاء للعقيلي (٤/ ١٦٣) (١٩٤٨) ط: دار التأصيل، وشرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ١٢٦).
والحديث المذكور مختلفٌ في رفعه ووقفه قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٥٦): المرفوع منه في "الصحيحين": "كنت لكِ كأبي زرع لأم زرع"، وباقيه من قول عائشة، "وجاء خارج الصحيح مرفوعًا كله. .".
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (١٤/ ١٥١ - ١٥٢) (٣٤٩٠) طرق الحديث مُفَصَّلة، وساق ثلاثة أوجه رُوي بها الحديث، ثم قال: "والصَّحيحُ عن عائشة أنها هي حدَّثت النبي بقصة النسوة، فقال لها حينئذ: كنت لكِ كأبي زرعٍ لأم زرع". والله أعلم. وينظر: "الجامع الصحيح" (٧/ ٢٧، رقم: ٥١٨٩).
(٢) "بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" (٥/ ٥٠٤). ونصُّه: " … وكذلك أحاديث كثير من المختلطين، وقد تقدَّم التنبيه على طائفة منهم، وأن سهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة لمِنْهم، لأنهما تغيرا. . .". وقد تعقبه الذهبي في "السير" فقال: الرَّجلُ حجّةٌ مطلقًا، ولا عبرة بما قاله الحافظ أبو الحسن بن القطان من أنه؛ هو، وسهيل بن أبي صالح اختلطا وتغيَّرا، فإنَّ الحافظ قد يتغير حفظه إذا كَبِر، وتَنْقُصُ حدَّة ذهنه، فليس هو في شَيْخُوْخَتِه كهو في شَبِيبَته، وما ثَمَّ أَحدٌ بمعصومٍ من السَّهْوِ والنسيان، وما هذا التغير بضارٍّ أصلا، وإنما الذي يضرُّ؛ الاختلاط، وهشام؛ فلم يختلط قط، هذا أمرٌ مقطوع به، وحديثه محتجٌّ به في الموطأ، والصحاح، والسنن، فقول ابن القطان: إنه اختلط، قولٌ مردودٌ مرذولٌ، فأرني إمامًا من الكبار، سلم من الخطأ والوهم، فهذا شعبة؛ وهو في الذَّرْوَة، له أوهام، وكذلك معمر، والأوزاعي، ومالك - رحمة الله عليهم -" "سير أعلام النبلاء" (٦/ ٣٥ - ٣٦) (١٢).