قلت: واسم أبي يحيى: سَمْعَان، وهو صدوقٌ لا بأس به، ولم يذكروا له روايةً عن أمِّ بلال، وفيه هارون بن موسى الفروي، لا بأس به. وهذا الوجه مخالفٌ لراوية الجماعة، فلم ترد رواية محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبيه إلا من هذا الوجه، فهو شاذ معلٌّ. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٤٤/ ٦٣٢) (٢٧٠٧٢)، وغيرهم من رواية يحيى بن سعيد القطان وأما الطبراني فمن رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري أيضًا، والبيهقي في "السنن" (٩/ ٤٥٤) (١٩٠٧٣)، وفي "معرفة السنن والآثار" (١٤/ ٢٨) (١٨٩٦٢) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، كلهم (القطان، الزبيري، الحزامي) - من طرق - عن أنس بن عياض، عن محمّد بن أبي يَحْيَى قال: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ بِلَالٍ - مرفوعًا - فجعلوا رواية أمِّ بلال عن الرسول ﷺ من غير ذكر أبيها، ونقل البيهقيُّ عقب الرواية عن الإمام أحمد أنه قال: وليس فيه عن أبيها، وهو الصحيح. اهـ. وهذا الإسناد ضعيف والدة محمد بن أبي يحيى الأسلمي، انفردَ بالرواية عنها ابنُها محمد، فهي مجهولة وأمُّ بلال؛ قال ابن حزم هي مجهولة، ولا ندري لها صحبة أم لا؟، وقال الذهبي في "الميزان": لا تُعْرَف لكن وثّقها العجلي، والحافظ، وقد انفردت بالرواية عنها والدة محمد بن أبي يحيى. ينظر: "الثقات" (٢/ ٤٦١) (٢٣٦٠)، "المحلى" (٦/ ٢٢)، "الميزان" (٤/ ٦١١) (١١٠٠٨)، "التقريب" (٨٨٠٦). قال الشيخ الألباني: "الحق ما قاله ابن حزم فيها، فإنها لا تعرف إلا في هذا الحديث، ومع أنه ليس فيه التصريح بصحبتها ففي الإسناد إليها جهالة كما علمتَ، فأَنَّى ثبوتُ الصحبة لها؟! ". "السلسلة الضعيفة" (١/ ١٥٨) (٦٥). والحديث له شواهد صحيحة، ينظر: ينظر: "السنن" لأبي داود (٣/ ٥٣، رقم: ٢٨٠١)، و"مسند الإمام أحمد" (٣٨/ ٢٠٤) (٢٣١٢٣). والجَذَعُ: ما استكمل سنةً ولم يدخل في الثانية، قال الترمذي: والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم؛ أن الجذع من الضأن يُجْزِئُ في الأضحية. "الجامع" (٤/ ٨٧) (١٤٩٩).