أقوال أخرى في الراوي: ذكر البعض أن له صحبة، وقد جاء ذلك صريحًا في إسناد في "جامع الترمذي" (٤/ ٤٥٧) (٢١٥٥)، ونصُّه: ". . . قال عطاء: فلقيتُ الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول الله ﷺ فسألته … ". وقال الترمذي عقب إخراج الحديث: حديثٌ غريب من هذا الوجه، وأعاد الترمذيُّ ذكر هذا الحديث في (٥/ ٥٢٤) (٣٣١٩)، ولم يقل: (صاحب رسول الله ﷺ) وقال عقب إخراج الحديث: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب. وقد أخرج الحديث أيضًا - مختصرًا - أبو داود الطيالسي في "المسند (١/ ٤٧١) (٥٧٨) ولم يذكر هذه الجملة أيضًا. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٢) (٢٧١٩): "له صحبة - ثم ذكر رواية عن هشام بن عمَّار، عن حنظلة، عن أبي حَزْرَةَ يَعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: كنتُ أخرج مَع أبي - وكانت له صحبة. فذكر الحديث". وأما الذين ذكروا أنه ليس بصحابيٍّ: هم ابن سعد والعجلي - وقد تقدم، وكذلك خليفة، ومسلم حيث ذكراه في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. ينظر: "طبقات خليفة" (ص/ ٤١٤) (٢٠٣٤)، "طبقات "مسلم" (ص/ ٢٢٨) (٦١٨). وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان والدارقطني في جملة التابعين، وأورده العلائي في "جامع التحصيل" (ص / ٢٩٦) (٨٥٩) وقال: "وُلِدَ في حياة النبي ﷺ، وقطع ابن عبد البر بصُحبته اعتمادًا على ما روى هشام بن عمار. . . والأصحُّ أنه لا رؤية له، ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان، والجمهور في التابعين … ". فالذي يظهر أنه ليس بصحابيٍّ، وقد وُلد في عهد النبي ﷺ، فهو معدودٌ في كبار التابعين، له رواية عن أبيه عبادة بن الصامت ﵁، وأما من أثبتوا له صحبة فاستندوا على رواية ضعيفة، والرواية نفسها ذكرها، الترمذي وغيره فلم يذكروا زيادة: "صاحب النبي ﷺ " وعلى فرض ثبوتها، يحمل قوله "صاحب" على أنه نعتٌ لعُبادة بناء على قراءته بالجر، وهذا له نظائر في كلامهم، ينظر: "الإصابة" (١١/ ٣٦٤) (٩٢٢٠).