للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إثْمًا أن يُّضَيِّعَ من يَقُوت"، لم يَرْوِ غيرَ ذَيْن (١).

وقال النَّسَائِي: مجهول.


= حسنة، تُقْبَلُ أحاديثُ هؤلاء إذا كان عن شعبة، ولو عنعنوها". ينظر: "معرفة السنن" للبيهقي (١/ ١٥١) (٢٠٤)، "النكت على كتاب ابن الصلاح" (٢/ ٦٣٠ - ٦٣١).
وفي الإسناد وهب بن جابر - صاحب الترجمة -، ولم يرو إلا عن عبد الله بن عمرو، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، ولكن قال ابن المديني والنسائي، والذهبي: مجهول.
والذي يظهر أنه مجهول، فابن حبان والعجلي، معروفان بتوثيق المجاهيل، وكذلك ابن معين ربما يوثق بعض المجهولين من التابعين إذا وجد رواية أحدهم مستقيمة بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد، وإن لم يرو عنه إلا واحد، ولم يبلغه عنه إلا حديث واحد - ينظر: "التنكيل" للمعلمي (ص/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، وقال الحافظ عن الخيْواني: مقبول.
فالرواية لا تصحُّ، فقد قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (٩/ ١٩٧): "هذا حديثٌ غريب، بل منكر ضعيف".
وأخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٣٩٩) - بسنده عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا عليه، وأخرج رواية أخرى من غير ذكر وهب بن جابر.
وقد اختلط أبو إسحاق السبيعي كما في "الكواكب النيرات" (ص/ ٣٤١) (٤١)، فلعلَّه رفعه مَرَّةً، وأوقفه أخرى، وذكره مرّة بواسطة وهب بن جابر، وأخرى دلَّسه، وذكره عن عبد الله بن عمرو .
ولعلَّ عبد الله بن عمرو أخذ هذا الكلام من أهل الكتاب، فقد عُرف عنه الأخذ عن الإسرائيليات، وتضمينها كلامه أحيانًا، وقد حكم الشيخ الألباني على الحديث بالنكارة في "السلسلة الضعيفة" (٩/ ١٥٩) (٤١٤٢).
وقد ورد ذكر هذه الأمم الثلاثة عن وهب بن منبّه في خبرٍ مطوَّل غريب، ذكره ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٩٠)، والبغوي في "تفسيره" (٥/ ٢٠٣).
(١) "تاريخ دمشق" (٦٣/ ٣٥٥)، (٨٠٧٠)، ونقل الذهبي أيضًا قول ابن المديني فيه؛ مجهول. "الميزان" (٤/ ٣٥٠) (٩٤٢٣). وسيأتي تخريجُ هذا الحديث.