للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الحاكم أبو أحمد: كان إذا حدَّثَ من حِفْظِهِ يُخْطِئُ، وما حدَّث من كتابٍ فليس به بأس (١).

وذكره العُقَيليُّ في "الضعفاء"، ونَقَلَ (٢) عن أحمد أنه أنكر حَدِيْثَه عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَة عن عائشة - في القراءة في الوتر - (٣).

وكذا نقل ابن عدي، ثم قال: ولا أرى في حديثه إذا روى عن ثقةٍ، أو روى عنه ثقةٌ (٤) حديثًا منكرًا، وهو عندي صدوقٌ لا بأس به (٥).


(١) "إكمال تهذيب الكمال" (١٢/ ٢٨٩) (٥٠٩٨).
(٢) في (م): وحكى.
(٣) "الضعفاء" (٦/ ٣٤٢) (٢٠١٨).
والحديث المذكور هو ما رواه العقيليُّ في "الضعفاء" (٦/ ٣٤٢) (٢٠١٨) - واللفظ له -، وابن حبان في "الصحيح" (٦/ ١٨٨) (٢٤٣٢)، والطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" (١/ ٢٨٥) (١٦٩٤) وغيرهم - من طرق - عن سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَة، عن عائشة، قالت: كان النَّبي يَقرَأَ فِي الرَّكَعَة الأُولَى من الوتر بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، وفي الثانية بـ ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وفي الثالثة بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، مِثلَه".
وهذا إسنادٌ تَفَرَّد به يحيى بن أيوب، وهو صدوقٌ ربما أخطأ، وقد أخطأ في هذا الحديث.
وأنكره الإمام أحمد كما نقل عنه العقيلي، وابن رجب الحنبلي كذلك في شرح "العلل" (٢/ ٥٩٩ - ٦٠٠).
قال العُقَيْلي: أما المعوِّذَتَيْن فلا يَصِحّ.
قلت: وأما قراءة ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فورد من أحاديث عدَّةٍ من الصحابة كعلي، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس ، قال الترمذي: "والذي اختاره أكثرُ أهل العلم من أصحاب النبي ومَنْ بَعْدَهم أن يقرأ بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ يقرأ في كل ركعة من ذلك بسورة".
ينظر: "الجامع" (أبواب الوتر، فيما يقرأ به في الوتر، ٢/ ٣٢٦، رقم:٤٦٣).
(٤) قوله: (أو روى عنه ثقةٌ) سقط من (م).
(٥) "الكامل" (٩/ ٥٩) (٢١١٣). =