قال البزار: "وهذا الحديثُ لا نعلمه يُرْوَى إلا عن أبي ذر، ولا نعلم له طريقًا عن أبي ذر إلَّا هذا الطَّريق". وفي إسناده يزيد بن جُعْدُبَة، وشيخُه عبد الرحمن بن مخراق، وكلاهما مجهولان، فالرواية لا تصحّ وأورده من حديث أبي ذر السيوطي في "الجامع الكبير" (١٦٨)، ونسبه لابن راهويه وابن أبي شيبة والروياني، والخرائطي في "مكارم الاخلاق"، ورمز له بالضعف. واختلف العلماء في هل هو يزيد بن عياض أو يزيد بن جعدبة؟! فذهب ابن حبّان وابن عدي أنه يزيد بن عياض وذهب أبو حاتم وتبعه الذّهبيّ إلى أنه يزيد بن جعدبة، ووَثَّقْتُ في الحواشي كل هذه الأقوال وحكى البخاريُّ في تاريخَيه القولين، ينظر: الأكبر (٥/ ٣٤٧) (١١٠٢)، والأوسط (٣/ ٤٨٤) (٧١٨)، فالله أعلم. والأَزْيَب هو من أسماء ريح الجنوب، وقال شَمِر: أهل اليمن ومن يركب البَحر فيما بين جُدة وعَدن يُسمّون الجنوب الأَزْيَب لا يعرفُون لها اسمًا غيره، وذلك أنّها تعصف الرِّياح وتثير البحر حَتَّى تسوده، وتَقْلِبُ أَسْفَله فتجعله أَعْلاه. ينظر: "تهذيب اللغة" (١٣/ ٢٦٦ - ٢٦٧)، النهاية (٤/ ١٨٣٣). (١) "الكامل" (٩/ ١٤٢) (٢١٦٣). وكذلك سماه ابن حبّان يزِيدَ بن عِيَاض بن جُعْدُبة كما في "الثقات" (٥/ ١٠٢)، و"المجروحين" (٣/ ١٠٨). (٢) "الميزان" (٤/ ٤٣٧) (٩٧٤٠). وبه قال أبو حاتم ففي "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٥٥) (١٠٧٢): "يزيد بن جُعْدُبة اللَّيْثِي، جدُّ يزيد بن عياض. . .". =