للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو حاتم: ليس بقويّ؛ لأنَّ مالكًا لم يَرْضَهُ (١).

وتعقَّب ابنُ عبد البر في "الاستذكار"كلامَ أبي حاتم بأنَّ قول عبدِ الرزاق: إن مرادَ مالك بقوله: "ورجُلُه (٢) ليس هناك" - يعني به: يزيد بن قُسَيْط - غلطٌ من عبد الرزاق لظنِّه أن مالكًا سمعه منه، وإنما سمعه مالك عنه بواسطة رجلٍ لم يُسَمِّه، كما رواه الحارث بن مِسْكِين، عن ابن القاسم، عن مالك، عَمَّن حَدَّثَه، عن يزيد بن قُسَيْط قال فإنَّما أرادَ مالكٌ الرَّجُلَ الذي كَتَمَ اسْمَه (٣).

قلت: لكن ليس في رواية عبد الرزاق، عن الثوري، عن مالك: أن بينه وبين ابن قُسَيْط أحد (٤) وهذا يَسْتَلْزم أن يكون مالكٌ إنما دَلَّس (٥).


(١) "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٧٤) (١١٥٣). إلى قوله: ليس بقوي، وقوله: "لأن مالكًا لم يرضه" لم أجده من كلام أبي حاتم، ولكن قال ابن عبد البر: ". . . بعض من ألَّف في الرجال قال: يزيد بن قسيط؛ ذكر عبد الرزاق أنَّ مالكًا لم يرضه، فليس بالقوي … ". "الاستذكار" (٨/ ٩٨). فلعل ابن عبد البر عنى بذلك أبا حاتم، كما يشير إليه اقتباس الحافظ.
(٢) هكذا ظهر لي رسمه من الأصل، وقد تقدم قريبًا قوله: "والرجل ليس هناك"، وفي "اللطائف من دقائق المعارف" لأبي موسى المديني (ص/ ١٢١) (١٩٢): "ورَجُله ليس عندنا هناك، أو بذاك". وهو بمعناه، أي: الرجل ليس بذاك القوي، وهذا قاله الإمام مالك في الشخص المبهم، وليس في يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط، كما سيذكر الحافظ.
(٣) "الاستذكار" (٨/ ٩٧).
(٤) في (م) آخر.
(٥) مصنف عبد الرزاق (٩/ ٣١٣) (١٧٣٤٥) وفيه: "قال عبد الرزاق: قلت لمالك: إن الثوري أخبرنا عنك عن يزيد بن قسيط، عن ابن المسيب، أن عمر، وعثمان، "قضيا في الملطاة بنصف الموضحة" فقال لي: قد حدَّثْتُه به فقلت: فحدِّثْنِي به، فأبى، وقال: "العملُ عندنا على غير ذلك، وليس الرجل عندنا هنالك، يعني يزيد بن قسيط".
قال ابن عبد البر - متعقبًا، وقد ذكر الحافظ بعض كلامه -: "وما كان مالك ليقول فيه=