وفي الرواية إشكال آخر، وهو أن محمد بن إسحاق لم يكن على يقين مما ورد في هذا الحديث من تكنية على ﵁ بأبي تراب، فقد تفرَّد برواية هذه القصة أولًا، ثم أورد بعده قصةً أخرى الواردة في الصحيحين في سبب تسمية علي ﵁ بأبي التراب، ثم قال: فالله أعلم، أيُّ ذلك كان! أسند عنه الروايتين ابنُ هشام في "سيرته" (١/ ٦٠٠). فحديث ابن إسحاق هذا ضعيف، لوجود الانقطاع المحتمل، والجهالة، وعدم جزم أبي إسحاق بمحتواه، والله أعلم. فائدة: قال ابن إسحاق: أَوَّلُ ما غزا النبي ﷺ الأبواء، ثم بواط، ثم العشيرة. "صحيح البخاري" (٥/ ٧١، قبل الحديث: ٣٩٤٩)، ووقعت هذه الغزوة قبل غزوة بدر الكبرى بليال، سنة اثنين من الهجرة، وتقع منطقة العشيرة اليوم في ناحية ينبع، بين مكة والمدينة. "معجم البلدان" (٤/ ١٢٧). (١) "التاريخ" - رواية الدارمي - (ص/ ٢٢٨) (٨٨٢). (٢) "التاريخ الكبير" (١/ ٧١) (١٧٥). (٣) (٧/ ٦٢٨). (٤) من قوله قلت إلى آخره ليس في (م). "ميزان الاعتدال" (٤/ ٤٣٩) (٩٧٤٩).