للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روايته عنهم أنه سمع منهم". وقول البُخَاري: في إسناده نظرٌ، يريد أنَّه لم يسمع من مثل ابن مسعودٍ، وعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِما لا أنَّه ضَعِيفٌ عنده، وأحاديثه مستقيمةٌ (١).

قلت: حَدِيثُه عن عَائِشَة في "الافتتاح بالتكبير" عند مسلم (٢).

وذكر ابن عَبْد البَرِّ في "التمهيد" أيضًا أنَّه لم يسمع منها (٣).

وقَالَ جَعْفَر الفِريابي في كتاب الصَّلاة": حَدَّثَنَا مزاحمُ بن سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابن المبارك، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن طهمان، حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ العُقيلي، عن أبي الجوزاء، قَالَ: "أرسلت رسولًا إلى عَائِشَة ليسألها" فذكر الحَدِيث (٤).

فهَذا ظاهره أنَّه لم يُشافِهها، لكن لا مانع من جواز كونه توجَّه إليها بعد ذلك فشافَهَها، على مذهب مسلمٍ في إمكان اللقاء (٥). والله أعلم (٦).


(١) "الكامل في ضعفاء الرجال" (١/ ٤١١).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٥٤) رقم: (١١٣٨).
(٣) "التمهيد" (٢٠/ ٢٠٥)، قَالَ: (حَدِيثه عنها مرسل).
(٤) "شرح ابن ماجه" للعلامة مُغلطاي (١/ ١٣٩٠).
(٥) الَّذِي يظهر في إخراج مسلم لهذا الحَدِيث، أنه اعتبر عددًا من القرائن في الحَدِيث من جهتين:
- الأولى: أن أبا الجوزاء مع ثقته وجلالته ومعاصرته لعَائِشَة؛ أرسل رسولًا يثق به، وبنقله، ولولا ذلك لم يقبل خبره ولم يرسله أصلًا، ومعلومٌ قلَّةُ الكَذِب في التَّابِعِين، فمثل هذا مما يتساهل فيه.
- الثَّانِيَة: أن المتن معروف، وله شواهد عديدة تدل على معناه، وقد ذكر بعضها محقق كتاب "غرر الفوائد المجموعة" الأستاذ: صلاح الأمين، وذكر أيضًا متابعة عبد الله بن شقيق لأبي الجوزاء التي أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى".
ينظر: (ملتقى أهل الحَدِيث ضمن المكتبة الشاملة) ورابطها: (www.shamela.com)
(٦) أَقْوَالٌ أُخْرَى في الرَّاوِي: =