للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ قُرَيْشُ بن أنس عن حبيب بن الشَّهيد: "أتى رجلٌ إياس بن مُعَاوِيَة يشاوره في خُصومةٍ فقَالَ: إن أردتَّ القضاء، فعليك بعبد الملك بن يَعلى (١)، فهو القاضي. وإن أردتَّ الفُتيا فعليك بالحسن، فهو معلِّمي، ومعلِّمُ أبي. وإن أردتَّ الصُّلحَ فعليك بحُميد الطويل، وتدري ما يَقُول لك؟ يَقُول: دع شيئًا من حقِّك وخذ شيئًا. وإن أردتَّ الخصومة، فعليك بصالحٍ السَّدوسي (٢)، وتدري ما يَقُول لك؟ يَقُول لك: اجْحَدْ ما عليك، وادَّع ما ليس لك، واستشهد الغُيَّبَ" (٣).

وقَالَ الأصمعيُّ، عن حَمَّاد بن زيد: "كَان أيُّوب يَقُول: لقد رموها بحَجَرِها، - يعني إياس بن مُعَاوِيَة حين وُلَّيَ القضاء - " (٤).

قَالَ المدائني: "مَات إياس بعبدسا (٥)، وكانت له فيها ضيعةٌ، فخرج من البصرة لرؤيا رآها" (٦).


(١) هو الليثي، قاضي البصرة، روى عن أبيه عن رجل صحابي من قومه، وعن عمران بن حصين، وعنه: قتادة وأيوب السختياني، وحميد الطويل ومعاوية الضال. مات بعد المائة. "تاريخ الإسلام" (٢/ ١١٣٧).
(٢) صالح بن أبي صالح السدوسي، تابعي، واسم أبي صالح: نبهان، ولقبه: مولى التوأمة، حدث صالح عن علي بن أبي طالب، وعائشة أم المؤمنين، روى عنه خلاد بن عمرو. "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٤/ ٤٠٦)، المتفق والمفترق (٢/ ١١٩٨).
(٣) "اريخ ابن معين" - رِوَايَة الدُّورِي - (٤/ ٣٤٩) رقم: (٤٧٢٦)، وتَارِيخ بَغْدَاد" (٦/ ١٢).
(٤) "البداية والنهاية" (٩/ ٣٦٨).
(٥) هكذا في الأصل، وذكر ابن خياط أنه مات بواسط. ينظر: (ص ٩٨) من "اريخه".
(٦) ذكر ذلك في كتابه "المفجعين"كما في "كمال تهذيب الكمال" (٢/ ٣٠٧)، قَالَ: اعلموا أني لا أبلغ يوم النحر حتى أموت، رأيت كأني وأبي نركض على فرسين فلم أسبقه ولم يسبقني، وليلة النَّحر أبْلُغُ سن أبي. فبات تلك الليلة فأصبح ميتا.