للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: ليس في رواية أبي داود، إلا عن أبي مالك الأشعري من غير شك، وهكذا رواه مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي مالك بلا شك، والحديث لأبي مالك (١). وإنما وقع الشك فيه من صَدَقة بن خالد راوي الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطية،


= "الصحيح" (١٥/ ١٥٤)، رقم (رقم ٦٧٥٤)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٢٨٢) رقم (٣٤١٧)، و"مسند الشاميين" (١/ ٣٣٤)، رقم (٥٨٨)، وغيرهم، كلهم من طريق هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطية بن قيس الكلابي، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني: سمع النبيَّ يقول: "ليكونن من أمتي أقوام، يستحلّون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة"، أبو عامر هذا - عند ابن حبان في "الصحيح"، والطبراني في "مسند الشاميين" - مقرون بأبي مالك الأشعري.
وأخرجه أبو داود في "السنن" مختصرًا (ص ٧٢٣)، رقم (٤٠٣٩)، من طريق بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي عامر، أو أبي مالك، به، الحديث إسناده صحيح، والله أعلم.
(١) هذه الرواية أخرجها أبو داود في "السنن" (ص ٦٤٤)، رقم (٣٦٨٨)، وابن ماجه في "السنن" (٢/ ١٣٣٣)، رقم (٤٠٢٠)، وغيرهما، من طريق معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غنم، فتذاكرنا الطلاء، فقال: حدثني أبو مالك الأشعري، أنه سمع رسول الله يقول: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها"، وزاد عند ابن ماجه، والطبراني والبيهقي: "يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير".
والحديث إسناده ضعيف، لجهالة مالك بن أبي مريم، انظر "ميزان الاعتدال" (٣/ ٤٢٨)، رقم (٦٤٩٠)، لكن الحديث له طرق كثيرة صحيحة كما تقدم قريبًا.