للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَالَ المروذي: "قيل لأبي عبد الله: مَات بشر بن الحارث؟ قَالَ مَات ، وما له نظير في هَذِه الأمة، إلا عَامِر بن عبد قيس (١) (٢).

وقَالَ إِبْرَاهِيم الحربي: "ما أخرجتْ بَغْدَاد أَتَمَّ عقلًا ولا أحفظ للسانه من بشر بن الحارث" (٣).

وقَالَ الخطيب: "كَان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرَّد بوُفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوفِ النَّفْس، وإسقاط الفضول، وكَان كَثِيرَ الحَدِيث، إلا أنه لم يَنصِب نفسه للرِّوَايَة، وكان يكرهها، ودَفَن كتبه لأجل ذلك، وكلُّ ما سُمع منهما هو على طريق المذاكرة" (٤).

قلت: وقَالَ أبو حَاتِم الرازي: "ثِقَة رضي" (٥).

وقَالَ ابن حبان في الثِّقَات": "أخبارُه وشمائله في التقَشُّفِ، وخفيِّ


(١) هُو القدوة، الزاهد، أبو عَبْد الله، عَامِر بن عبد قيس التميمي العنبري البصريّ، روى عن: عمر، وسَلْمَان، وعنه: الحسن البَصْريّ، ومُحمَّد بن سيرين، وَغَيْرهم، وقلَّما روي. قَالَ العِجْلِيّ: كَان ثِقَة، من عباد التَّابِعِين، رآه كعب الأحبار، فقال: هَذا راهب هَذِه الأمة. وكان يقرئ النَّاس القرآن، ثمَّ يقوم، فيصلي إلى الظهر، إلى العصر، فيقرأ إلى المغرب، ثم يصلي ما بين العشاءين، ثم ينصرف، فيأكل رغيفًا، وينام نومة خفيفة، ثم يقوم لصلاته، ثمَّ يتسحر رغيفا، ويخرج. "الثِّقَات" للعجلي (٢/ ١٤)، و "سير أعلام النبلاء" (٧/ ١١).
(٢) "تاريخ بَغْدَاد" (٧/ ٦٨)، وزاد: لو تزوج كان قد تم أمره.
(٣) المَصْدَر السَّابِق. وزاد: كان في كل شعرة منه عقل وطئ النَّاس عقبه خَمسين سنة ما عرف له غيبة لمسلم لو قسم عقله على أهل بَغْدَاد صاروا عقلاء وما نقص من عقله شيء.
(٤) المَصْدَر السَّابِق (٧/ ٦٧).
(٥) كذا في الأصل، والَّذِي في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٥٦) رقم: (١٣٥٤)؛ ثِقَة مرضيّ.