فالخلاصة أن جابانًا روى عنه - في الرِّوَايَة الأولى - نبيط، وعنه سَالم، وفي الرِّوَايَة الثَّانِيَة روى عنه سَالم بن أبي الجعد، فعلى ظاهر الإسْنَاد روى عنه اثنان، نبيط وسَالم، والحاصل أن سَالمًا روى الحَدِيث مرة بواسطة نبيط، ومرة بإسقاطه، وهُو ثِقَة، لكنه مَشْهُور بكثرة الإرْسَال، قَالَ العلائي في "جامع التحصيل" (ص ١٧٩): (كَثِير الإرْسَال عن كبار الصَّحَابة)، وقَالَ الحافظ في "التقريب" (رقم: ٢١٧٠): (كَان يرسل كَثِيرًا)، فاتضح أن الطَرِيق واحد، والراوي عنه واحد وهُو نبيط. حرره الحافظ في "التقريب" رقم: (٢١٣٦). وقد وصف هَذِه الأسانيد ابن ناصر الدين بالاضْطِرَاب، في "توضيح المشتبه" (٢/ ٦٧)، وليست هَذِه الأسانيد مما لا يمكن الجمع بينها أو الترجيح، فانتفت دعوة الاضْطِرَاب. وانظر ما قَالَ ابن حبَّان في "صحيحه" (٨/ ١٧٨/ ٣٣٨٤). (١) "التَّارِيخ الكبير" (٢/ ٢٥٧/ ٢٣٨١). (٢) المصدر نفسه. (٣) "ميزان الاعتدال" (١/ ٣٧٧) رقم: (١٤١٠). (٤) سَيأتِي تعقيب الحافظ على هَذا النقل. (٥) "الجرح والتعديل" (٢/ ٥٤٦/ ٢٢٧٣). (٦) "الثِّقات" (٤/ ١٢١). (٧) "صحيح ابن حبان" (٨/ ١٧٦/ ٣٣٨٣).