للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعنه: الحسن بن سفيان ومحمد، بن علي بن المديني فُستُقه، وعبيد بن محمد البزاز، وغيرهم.

قال الخطيب: يعز وجود حديثه جدًّا، لأن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ، وكان هو أيضًا يتكلم في أحمد فتجنب الناس الأخذ عنه، ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد لعنه وقال: ما أحوجه أن يضرب (١).

قال الخطيب: وكان فهمًا عالمًا فقيهًا وله تصانيف كثيرة في الفقه وفي الأصول تدل على حسن فهمه وغزارة علمه (٢).

قال: وأخبرنا أحمد بن سليمان بن علي المقري، أنا أحمد بن محمد بن أنا أحمد الهروي يعني الماليني، عبد الله بن عدي الحافظ، سمعت محمد بن عبد الله الشافعي وهو الفقيه الصيرفي صاحب الأصول يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي ويقول لهم: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي وأبي ثور، فالحسين في حفظه وعلمه، وأبو ثور لا يعشره في علمه، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط، وأثنى على أبي ثور في ملازمته للسنة فارتفع (٣).

وقال أبو عمر بن عبد البر: كان عالمًا مصنفًا متقنًا، وكانت فتوى السلطان تدور عليه، وكان نظارًا جدليًّا، وكان فيه كِبْر عظيم، وكان يذهب مذهب أهل العراق إلى أن قدم الشافعي فجالسه وسمع كتبه، فانتقل إلى مذهبه وعظمت حرمته، وله أوضاع ومصنفات كثيرة نحو مائتي جزء، وكانت بينه وبين أحمد صداقة وكيدة، فلما خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة


(١) "تاريخ بغداد" (٨/ ٦١٢).
(٢) المصدر السابق (٨/ ٦١١).
(٣) المصدر السابق (٨/ ٦١٤ - ٦١٥).