للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفضل والدين، لأن حماد بن سلمة كان أفضل وأدين وأورع من حماد بن زيد (١).

قال خالد بن خداش: ولد سنة ثمان وتسعين (٢). وقال عارم وجماعة: مات فى رمضان سنة تسع وسبعين ومائة (٣).

قلت: وقال يعقوب بن شيبة: حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، وكلٌ ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر في الأسانيد، ويوقف المرفوع، كثير الشك بتوقيه، وكان جليلا، لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانًا يذكر فيرفع الحديث، وأحيانًا يهاب الحديث ولا يرفعه، وكان يُعَد من المتثبتين في أيوب خاصة، حدثني الحارث بن مسكين عن ابن عيينة قال: لربما رأيت الثوري جاثيًا بين يدي حماد بن زيد (٤).

وقال ابن أبي خيثمة: سأل إنسان عبيد الله بن عمر: كان حماد أميا؟ قال: أنا رأيته، وأتيته يوم مطرٍ فرأيته يكتب ثم ينفخ فيه ليَجِف.

قال: وسمعت يحيى: يقول لم يكن أحد يكتب عند أيوب إلا حماد (٥). قلت: فهذا يدل على أن العمى طرأ عليه.


(١) "الثقات" لابن حبان (٦/ ٢١٨)، وتتمة كلام ابن حبان: ولسنا ممن يطلق الكلام على أحد بالجزاف، بل نعطي كل شيخ قسطه وكل راو حظه، والله الموفق لذلك، المانُّ بما يجب من القول والفعل معًا.
وقال الذهبي معلقًا في "السير" (٧/ ٤٤٧): وهذا محمول على جلالته ودينه، وأما الإتقان، فمسلَّم إلى ابن زيد، هو نظير مالك في التثبت.
(٢) "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٩/ ٢٨٧).
(٣) المصدر السابق (٩/ ٢٨٧ - ٢٨٨).
(٤) "إكمال تهذيب الكمال" (٤/ ١٣٩ - ١٤٠).
(٥) "المصدر السابق" (٤/ ١٤١).